تهادى حديثه الرقراق على غدير ابتسامات رقيقة.. فينتثر في أثير فضاءات المحبة بكل لحظة وساعة ويوم ومناسبة.. بيسانه!
تنقرُ في ناقوس قلب خاوٍ متصحّر اعتاد على الأخذ من رياض سندسية.. نبتَ منها دون أن يجد من يمسحَ عن شغافه آثار سنين العمر الشقية.. وتجاعيده العميقة الأسيّة..!
قد نغفل عنها.. ويلهينا الشتاء القارس والتوقيت والزمن.. وقد تذوب ثلوج محبتنا ولا نرتلها.. مهما فاضت بها أرواحنا.. ومتى أطلينا مصادفة من نافذةَ شكر، سالت من أحاسيسنا ينابيعُ المحبة المتدفقة في ذاك النهر!..
تفيض وتسري من علياء نفوسنا المجبولة على الكبر.. لتتدفق شلالاً من حبّ لأمي فأفديها بالروح، فهلّا قرأُتها عيونك بين قطيرات الماء الجارفة لكل ثواني العمر! هلا تحسسها قلبك المعطاء الذي لا يكل عن مشاعره ولا يمل! هل لمستِها بين أوتار وجداني..!
أنلوم عنجهية نفس اعتادت نُكران الجميلِ.. فلم تعد تأبه بشكر ولا ثناء! فلا تلوموني.. فبعض الأحاسيس لا تكفي لدق طبول الاحتفاء بأمي! فما زلت أحلم بأن تتفجر الأنهار بحبها في فصل ربيعي دائم.. أزهاره المتفتحة تغري فراشاته بالرقص صباح مساء ما بين السهل والتل.. تشاغب أصوات العصافير التي أشرعت للوادي تغريدها منذ أن مد الفجر أوتاره الضوئية!
لا تلمني إن جاء بوحي منسوجاً بخيوط حرها يبعثر نسمات عليلة مشرئبة للحب من أنفاس تفوح بالطهر، منهمرة بلحظات الاعتذار!
فلك أمي يا نفح البيلسان والورود.. كل الأيام.. كل اللحظات.. في قلبي.. وروحي.. ودعائي.. وذاكرتي.
** **
- ندى عدنان الحافظ