إبراهيم الطاسان
لو لم يكن لنا كعرب نمتطي كبد جزيرة العرب أرضاً وسماء، من المفاخر التي نطاول فيها نجوم مجرات السماء. إلا أننا بدو نحلب النُوق ونشربُ، ونمتطي صهوات الأصايل من الجياد، نجوب صحراء جزيرتنا العربية بين دفتي سواحلها وقد أشرق النور، وانساح على وجه الأرض على ظهور النوق رمز بداوتنا، وصهوات الصافنات الجياد رمز مرؤتنا ومعزتنا. ألم يجعل الله تعالى في رمز بداوتنا إعجاز الخلق {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} خطاب موجه للبدو. الذين يعتقد «شربل وهبة» أنه بوصفه لهم بالبدو، مسبَّة. وهو يضع التاج على رؤوسهم من حيث لا يدري، حينما رفع اللاقط عن صدره، وقام فيما يشبه الهروب من المواجهة التلفزيونية. رأى تصرفه تنزهاً من مقابلة بدوي يبس ثوبه على كتفه من العرق. على الطرف الآخر، ونحن رأيناها مذلة أذلته، حين أدرك أنه دون أن يكون راع «لبهم» عند مضارب بدوي من عرب الجزيرة العربية. «شربل وهبة» بلسان الجهل بالقيم العربية، وثقافة الحقد الفارسية، وعقيدته الدينة، وجنسيته اللبنانية، ووظيفته الخارجية، سقط، حكماً بحكمة كهل بوذي خلف سور الصين العظيم الذي قال «تحرى لألفاظك فإنك لا تدري متى تضطر لبلعها». نعلم أن «شربل» قد قاد وجدانه لسانه، ووجدانه موبوء بالحقد والحسد والكراهية. وهذه ليست خافية ولا مستغربة منه وأمثاله، فنحن «البدو» وإن كان «شربل وهبة» لا يقر ويعترف لنا بها. أصحاب حكمة وحدس غالب (نعرف ما لم نراه أو نسمع به من قبل) بمجرد الأثر يعرف البدوي، «ونحن «بدو» نعتز ونفاخر ببداوتنا»، ببداوتنا أشرقت الأرض، وببداوتنا جمع شتات جزيرتنا العربية. رحم الله ذلك البدوي الجسور الذي وحَّد شتاتها فأمن خوفها ووضع أساس مجدها. نحن بدو جزيرة العرب، نعرف أن «شربل وهبة» وهو على رأس وظيفة لم تنجده، ولا هو شرفها. نعرف أنه أعور لا يرى إلا بعين العهد. وأقطب (مقطوع الذيل) وأعرج تعثر بلسانه فحطم سيقانه. والحقيقة التي ندركها نحن «البدو» أهل وسكان جزيرة العرب أن «شربل وهبة» عينة متواضعة لكثير من العرب الذين تقول ألسنتهم ما ليس في قلوبهم.. نحن البدو علَّمنا ديننا الحنيف كيف نقيِّم الآخرين {بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}، لم تكن شحنة الرمان إلا تعبيرًا واضحًا لما في صدور القوم من نوايا، تستهدف الإخلال بأمننا الاجتماعي من خلال المخدرات، ليسهل اختراق المجتمع.. عموماً (كل ذنعمة محسود)، وإن تحت ظل المطامع تلين ألسنتهم أحياناً.. نحن بدو, وسنظل بدوًا. وَصْمُنا بالبداوة يتوجنا بالفخار، ويحط من قيمة واصفنا بالبداوة في عقولنا وعيوننا..