د.عبدالعزيز الجار الله
ماذا سيحدث للشرق الأوسط، والوطن العربي، وفلسطين بعد حرب غزة مايو 2021م؟
هذا السؤال طرح بقوة عندما توقفت حرب غزة 2021 وبدأت ترتيبات الهدنة الطويلة والقصيرة.
ماذا سيحدث للشرق الأوسط.. هل ستكون بداية حل القضية وتقام على أرض فلسطين دولتان:
- فلسطينية حدودها أراضي ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية أو جزء من القدس الشرقية.
- دولة إسرائيل على أراضي 1948م مع تعديل بالأراضي والحدود.
أو تستمر هدنة طويلة وتخفيف القيود والحصار المفروض على فلسطين (الضفة والقطاع) مع السماح بفتح مطار في الضفة الغربية كما كان مطروح سابقاً ونفذ ثم توقف، أو العودة إلى العهد السابق الذي لم يغيب الحصار والحروب الممنهجة على فلسطين (الضفة والقطاع) والقصف الجوي والتدمير عند أي شك أو هدف على الأرض يتحرك.
لماذا خرج الشعب الفلسطيني يحتفل منتصراً رغم دمار غزة تدمير البشر والحجر والأبراج المنهارة والشوارع المحفورة بحثاً عن الأنفاق؟، خرج الشعب الفلسطيني يحتفل بالنصر لأن صواريخ غزة وصلت ولها قدرة الوصول إلى مدن فلسطين التاريخية شمال تل أبيب: عكا وحيفا ويافا، والوصول إلى جنوب إسرائيل: بئر السبع ومدن النقب ديمونا وميناء إيلات بصواريخ مصنعة أو معدلة أو البالستية الأصل، فالموازين العسكرية قد تغيرت وحلت مكانها موازنة الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى، وحرب المدن بالصواريخ بدلاً من الطائرات والبوارج البحرية والقذائف الأرضية، يرافقها التقنية عالية الجودة في صناعة الصواريخ، فحرب 2021 لا تشبه غيرها من الحروب السابقة من 2006 وحتى 2014 التي كانت إسرائيل تسيطر على الجو مع مقاومة ضعيفة من الصواريخ على الأرض، ففي 2021 بدأت الحرب مباشرة من غزة بحرب المدن، والوصول إلى تل أبيب شمالاً وبئر السبع وديمونا جنوباً، وقابله تغير في موقف الرأي العام السياسي في أمريكا في استمرار الحرب نتيجة حروب الصواريخ ومحاصرة إسرائيل بدول جديدة في المنطقة: إيران في جنوب لبنان شمال فلسطين، ومن الشرق روسيا وإيران، ومن الجنوب الغربي غزة، وفي الوسط الضفة الغربية، وفي داخل الخط الأخضر عرب فلسطين في مدن مختلطة ويشكلون 20 % من سكان إسرائيل؛ لذا فالخيرات والطروحات المفتوحة لدى إسرائيل بدأت تضيق ويقل عددها.