عثمان بن حمد أباالخيل
حياتنا تمضي قُدماً بكل تفاصيلها، حياتنا لنْ تتوقف حين تُصاب حياتنا الزوجية بطلاق عاطفي أو أي مسمى آخر انفصال العاطفي أو الانفصال النفسي أو الطلاق الصامت، إنه طلاق مؤلم مع استمرار الحياة تحت سقف واحد واحتفاظ كلا الزوجين بحياتهم الخاصة دون أنْ يُعكرها الخلافات التي لا مبرر لها سوى التسلط والسلطة والمفاهيم الخاطئة. ترى لماذا يحدث الطلاق العاطفي؟ ببساطه إنه الجفاف العاطفي وعدم التسامح والحوار والعزلة والانشغال بأمور الدنيا، إنها طلب المثالية من أحد الزوجين، إنها غسل الأدمغة بكل ما يُسمع عبر القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي والاستماع لمشورة الأزواج الفاشلين عاطفياً.
نسبة مئوية كبيرة من النساء يفضلنّ الطلاق العاطفي بدلاً من الطلاق الشرعي خوفاً من عواقب الطلاق الفعلي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمصير الأبناء والنفقة وخلافهما من الأمور الموصولة بالمحاكم للأسف من نتائج الطلاق العاطفي حدوث تقصير في رعاية الأبناء وتربيتهم بشكل خاص، وفقدان العلاقات الاجتماعية واتساع الفجوة بين الزوجين والسير في خطين متوازيين لا يمكنها التقاء، إنها قسوة الحياة الزوجية إنه خيار صعب من أحد الزوجين أو كلاهما. إنه التركيز على (الأنا) متغافلين الرابط الأسمى قول الله - تعالى-:{ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، فالقرآن يشير إلى بناء الأسرة على السكن والمودة والرحمة، وكلها معانٍ تدخل في دائرة العاطفة والحب. الطلاق العاطفي»، الذي يعد أكثر أنواع الطلاق خطورة، وأشدها ألماً، لكون الشريكين يعيشان تحت سقف واحد، لكنهما «مطلقان» دون شهود! يعيشان مثل «الغرباء».
لماذا يصل الزوجان أو أحدِهما إلى الاقتناع بالطلاق العاطفي، أهو الخشية من لقب «مُطلّق ومُطلّقة»، أم الخوف من كلام الناس أم تراه الخوف على ذريتهم في النهاية إنه نهاية المشاعر العاطفية في الحياة الزوجية، إنه السقف المهيأ للسقوط والانهيار في أي لحظة، إنه سقف الحياة الزوجية الذي يدلف بكل مقومات الحياة السعيدة. ومع هذا هناك من يُنكر أو يتجاهلْ ربما يُمثل ويتظاهر إنه لا يعيش حالة الطلاق العاطفي وهو غارق في بحر الطلاق العاطفي. نسبة الطلاق العاطفي في مجتمعنا نسبة غير معروفة ويعود ذلك إلى الأسرار العائلية لكن المطلقين عاطفياً معرفون في محيطهم وهم كُثرْ.
وفي الختام بغض النظر عن التغيرات الفسيولوجية للمرأة وربما الرجل الطلاق العاطفي ليس حلاً إنه البعد عن القيم الإسلامية إنه البعد عن المودة والتسامح والحوار والطلاق العاطفي لا يرتبط بعمر الإنسان إنه يرتبط بما ذكرتْ انيفاً، التمسك بلغة الحوار بطريقة هادئة وجيدة تعيد الدفء للحياة الزوجية وحل كل المشاكل لإبعاد الفتور العاطفي بينا وفي رأيي الشخصي السبب الرئيس هو شعور أحد الزوجين بالنقص والتعالي والكذب. أقتبس: (إذا ظننت أن الأنثى مجرد جسم فتأكد أن رجولتك مجرد اسم) وليم شكسبير.