بغداد - وكالات:
أوقفت القوات الأمنية فجر الأربعاء في بغداد مسؤولاً كبيراً في الحشد الشعبي بتهمة اغتيال ناشطين، في خطوة غير مسبوقة تأتي غداة تظاهرة في بغداد، انتهت بمقتل متظاهرَين بالرصاص، وتثير مخاوف من توتر.
وأفاد مصدر أمني عن إلقاء القبض على قائد عمليات الحشد في الأنبار قاسم مصلح بتهمة اغتيال الناشط إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، والذي كان لسنوات عدة يحذر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران وأردي برصاص مسلّحين أمام منزله، وناشط آخر هو فاهم الطائي من كربلاء أيضاً.
على إثر الإعلان عن توقيف مصلح، أغلقت المنطقة الخضراء في العاصمة بالكامل بسبب تهديدات من فصائل موالية لإيران احتجاجاً على ذلك، كما أفاد مصدر أمني كبير آخر. وأوضح المصدر بأنه «كانت لدينا خيوط أولية عن الجهة المنفذة لعملتي الاغتيال، وبعدما جمعت هذه الخيوط تأكدنا أن هذا الشخص يقف وراء العمليات الجنائية تلك التي استهدفت ناشطين». وهذه المرة الأولى التي يجري فيها توقيف مسؤول من هذا المستوى في الحشد الشعبي وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران، وباتت منضوية في الدولة.
وقال المصدر إن الجهة المنفذة لعملية التوقيف هي لجنة مكافحة الفساد في وكالة الاستخبارات ومهمتها توقيف مسؤولين كبار متورطين في قضايا فساد. وتحدث المصدر الأمني عن وجود توتر تحسباً لتصعيد أو ردة فعل من قبل تلك الفصائل التي تحاول الضغط للإفراج عن مصلح.
وأصدر الحشد الشعبي إثر التوقيف بياناً توعد فيه بأنه سيتم «الإفراج عنه في الساعات القادمة، وستقوم الهيئة بردع الجهات التي تحاول خلط الأوراق».
ورداً على هذه الاغتيالات، شهدت بغداد الثلاثاء تظاهرة شارك فيها الآلاف بدأت بشكل سلمي قبل أن تتحول إلى صدامات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين.
وهدفت التظاهرة إلى الضغط على الحكومة لاستكمال التحقيق في عمليات الاغتيال التي وعدت السلطة بمحاكمة مرتكبيها، لكن الوعود لم تترجم أفعالاً. لكنها انتهت بإصابة أكثر من 150 شخصاً بجروح، بينهم 130 من القوات الأمنية، فيما قُتل متظاهران برصاص قوات الأمن، كما أفاد العضو في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي في تغريدة.