«الجزيرة» - الاقتصاد:
أوضح الدكتور د. يوسف بن طراد السعدون في مداخلة على تقرير المؤسسة العامة للحبوب للعام 1441-1442 لمجلس الشورى، المملكة اهتمت بشأن الأمن الغذائي الوطني، فأطلقت منذ سنوات مبادرتها للاستثمار الزراعي الخارجي. وأسست بموجبها الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك)، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، وخصصت لها مليارات الريالات، لتساهم في توفير المنتجات الغذائية التي يحتاجها الوطن. كما قدمت كل الدعم للمشروعات السعودية الزراعية الخاصة في الخارج. وعلى الرغم من ذلك، كشف لنا التقرير محدودية دور استثماراتنا الزراعية الخارجية في توفير المنتجات الغذائية للمملكة، خلال فترة أزمة الإغلاق العالمي عام 2020، وتدني مستوى مساهمتها في دعم أمننا الغذائي. فشركة سالك لم تصدر إلى المملكة إلا شحنة قمح واحدة من أوكرانيا، مثلت نسبة 2. فقط من إجمالي الواردات. ولم تردنا شحنات قمح من استثماراتها في كندا وأستراليا وفرنسا وغيرها من الدول. وصدرت لنا عبر شركة (منيرفا فودز) البرازيلية، التي تمتلك سالك أكثر من ثلث أسهمها، ما نسبته 1.5 فقط من استهلاكنا السنوي من اللحوم. بينما اعتذرت كل الاستثمارات السعودية الزراعية الخاصة بالخارج عن التصدير إلى المملكة ما تحتاجه من القمح. لذلك، يجب على المؤسسة العامة للحبوب المشرفة على تنفيذ إستراتيجية الأمن الغذائي: مراجعة جدوى مبادرة الاستثمار الزراعي الخارجي، واعتماد آليات فاعلة تضمن التزام الاستثمارات السعودية الزراعية في الخارج، وخصوصًا المملوكة لشركة سالك، بالتصدير إلى المملكة ما تحتاجه من سلع غذائية.