حميد بن عوض العنزي
أثبتت المملكة نجاحاً منقطع النظير في إدارة أزمة جائحة كرونا، وقدمت نموذجاً رائعاً على كل المستويات لاسيما الصحية منها والاحترازية والتوعوية، والتي تم تطبيقها بشكل رقمي متطور جداً، ومع بعض الانفتاح في السماح لكثير من الأنشطة بالعودة ومزاولة الأعمال مع الالتزام الصارم بالاحترازات انتظمت كثير من القطاعات التجارية والخدمية والرياضية، وشاهدنا فعاليات كثيرة تسير بشكل جيد يتناسب مع الاحتياطات الصحية المطلوبة.
وهذا ما يدعو للتفاؤل بالسماح للراغبين في الحج هذا العام ولو على مستوى حجاج الداخل في ظل عدم استقرار الأوضاع في كثير من البلدان، وأعتقد أننا داخلياً وصلنا إلى مستوى مرتفع من الوعي المؤسسي والاجتماعي والفردي تجاه الالتزام بالاحترازات وتطبيق التعليمات واتباع الإرشادات بشكل دقيق، وقطاع الحج والعمرة من أكثر القطاعات المتضرِّرة خلال الأزمة سواء على مستوى حملات الحج أو الفنادق والمطاعم والنقل وغيرها من القطاعات المرتبطة بها، وسجّل القطاع خسائر كبيرة، ومن المهم النظر إليه أسوة بالقطاعات الأخرى، ودعم هذا القطاع ومساعدته للعودة من جديد.
جميع أجهزتنا الخدمية والأمنية والصحية لديها أنظمة رقابية وقدرة عالية على التنظيم وتطبيق التعليمات الوقائية والاحترازية، كما أن ارتفاع نسبة المحصنين داخل المملكة قد يكون من المؤشرات الإيجابية بإقامة شعيرة الحج هذا العام.
في حج عام 1440 بلغ عدد حجاج الداخل النظاميين 217 ألف حاج وهذا عدد قد يكون مناسباً إذا ما تم مقارنته وتوزيعه على المرافق والمساكن بالمشاعر بحيث يتم المحافظة على الاحترازات بشكل دقيق، وبما يحقق -بإذن الله - موسماً ناجحاً كما اعتدنا، وبما يسهم أيضاً من الناحية الاقتصادية بزيادة الحركة التجارية لتعزيز منشآت القطاع الخاص العاملة في هذا المجال من فنادق وشركات النقل والتموين والتخفيف من آثار كورنا عليها.