أرهقتنا وأزهقت أرواحنا تلك الأحلام البرجوازية التي عشنا لجمعها وتكديسها بين رفوف مخيلتنا الواسعة لتضمن لنا حلاوة العيش بنرجسية وفرح داخل إطارات عقولنا الهشة.. إلا أنها فرّت ورحلت تمكناً منها أو بالأحرى تمكنت منا صارعَتنا وانفلتت من قيودنا، يا لخسارتنا الفادحة وأرباحها الهائلة..
اختفت بين عشية وضحاها عند لحظة بزوغ الفجر، وانقشاع الظلمة بين ستائر السماء المترهلة لتمضي بلا عودة، لم نحتطْ لمجيء مثل هذا اليوم الذي تتجلّى فيه كل تلك الصور التي وفرناها لمستقبلنا كبذرة أمل نتطلع لحين حصادها، فتحتوينا خيبة الأمل ضريبة عدم تدوين خسارتنا في مذكرات أحلامنا المستقبلية خلال وجودنا في مضمار الحياة..
فننصدم على وقع حاضرنا وقسوة واقعنا، فالرياح تسير بما لا تشتهيه السفن، هكذا كنا نسمع من الآخرين متجاهليهم بثقة عمياء يعمها الغرور بأن ما حلمنا به وخططنا له سيأتي حتماً،غير مكترثين بسخريتهم ولاآبهين بهم..
لأن ما نفعله ونفكر به لا نُحاكم عليه من قبل أحد، فلا ذنوب اقترفناها ولا جريمة ارتكبناها فقط بضعة أحلام وأمنيات كنا قد كرسناها لأنفسنا خوفاً من انقضاء حياتنا بلا بصمة تذكر.
«همسة»:
ما لا نتوقعه ويأتي إلينا أجمل بكثير.. من مُتوقع على حافة الانتظار..!
** **
- وفاء آل منصور