على السَّرج لم يركضْ ولم أترجَّلِ
أرومُ فألغي لم أطاوع فأنزلِ
تُهامِسُ سمعي وشوشاتُ محذَّرٍ
وتدفع شوقي دغدغاتُ مُبجّلِ
فلستُ برحَّالٍ ولستُ بماكثٍ
تردَّدَ نبضي بين ثلجٍ ومِرْجلِ
أُقيم على أُنسِ الإقامةِ راحلا
وأرحل توّاقاً بغير ترحُّلِ
حقائقُ وقتٍ لم يطبِ لذوي النُّهى
فهام به زيغٌ وهاوي الترذُّلِ
إذا لاح مُزري النَّاس يلقى تحشُّداً
وإنْ بان خيرٌ لم يجدْ من مُعوِّلِ
فمهلكهمْ أضحى نعيماً مُعزَّزاً
إذا الأمن موفورٌ لأهل التَّبتُّلِ
عجائبُ دنيا ما بواعٍ جروحَها
سوى فَطِنٍ أوجَ المكارم يعتلي
فهم أهلُ مكثٍ يبذلون جهودَهم
بما يقبلُ السَّامي ولم يَتقبّلِ
فما كلُّ سيرٍ للسَّنا زاكياً وما
لنيل الأماني كلُّ دربٍ بموصلِ
فكم عابرٍ بحراً بغير سباحةٍ
وكم ماهرٍ بالعوم لم يتوصَّلِ
يسير الورى حسْبَ المقدَّر إنِّما
على نيةِ السَّاعي يُرى كلُّ منزلِ
وما للخفايا غيرُ ربٍّ مهيمنٍ
على الخلْقِ كلِّ الخلقِ دون تقوُّلِ
له الحكمُ ،يمضي كلُّ شيءٍ بأمره
فليس لزيدٍ ما يسيرُ ولا علي
لماذا لماذا لا تقلْ؟ إنَّ ما جرى
ويجري علينا في كتابٍ مُكَمَّلِ
بما يحتوي تسعى الحياةُ لحكمةٍ
فعشْ راضياً- دوماً- بأمرٍ مُنزَّلِ
وقلْ خالقي أرجو الثَّبات بهذه
وفي تلك أسعدني بكلِّ مؤمَّل
ثباتك في الداريْن أرجوك.. خالقي
فليس سوى مولاي يشفي ويبتلي
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com