استبشر مثقفو منطقة الباحة خيراً حين جاءت الموافقة بافتتاح نادٍ أدبي بمنطقة الباحة وذلك في عام 1415 هجري وكان ذلك لمطالبة سابقة باحتياج الباحة إلى منارة ثقافية أدبية ليكون النادي هدية قيمة، يستفيد منه عشاق الأدب، ويسهم في اكتشاف المواهب الأدبية، ويتماهى المبدعون على منصته، وقد تولى إدارته نخبة من رجالات منطقة الباحة برئاسة الراحل الشيخ سعد المليص- رحمه الله - والذي أدار دفة النادي بكل حكمة وكفاءة واقتدار، حيث تشكلت لجان فرعية من بينها لجنة التأليف والنشر ولجنة تنمية المواهب واللجنة الثقافية واللجنة الإعلامية، وحددت لكل لجنة مهامها وأعمالها لتصب في مصلحة الأدب والثقافة ارتقاءً بمستواها ورفعًا لشأنها وأجاد النادي في تفعيل برامجه وتنفيذ أنشطته، لتواصل كل لجنة تنفيذ أعمالها وتنجز المهام المنوطة بها في منظومة متناغمة بتحفيز وتشجيع من رئيس النادي ونائبه الراحل الأستاذ على السلوك - رحمه الله - صاحب النشاط التراثي والجغرافي والتاريخي المتميز، وأذكر الاحتفالية المبهجة عند انطلاق فعاليات النادي برعاية كريمة من سمو أمير منطقة الباحة الراحل الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - وحضور مدير عام الأندية الأدبية الأستاذ عبدالله الشهيل وكوكبة من المثقفين ورؤساء الأندية الأدبية وكان بالفعل عرسا ثقافيا وأدبيا سجلته منطقة الباحة في ذاكرتها كوشم جميل واحتفالية متميزة، وقتها كنت مراسلاً لصحيفة الرياض لأنقل أخبار تلك الفعاليات والأنشطة عبر صفحاتها الثقافية، لتمتد جسور التعاون والثقة من مجلس الإدارة لأكسب ثقة رئيس النادي سعد المليص لترشيحي عضواً في لجنة التأليف والنشر برئاسة بلغيث عبدالله العمري وعضوية الشيخ حسن الفقيه وغيرهم فكانت مهمة اللجنة استقبال المخطوطات الثقافية المتنوعة شعر قصة نقد تاريخ اجتماع وغيرها، وإسناد مهمة التحكيم لعدد من المختصين سواء داخل المنطقة أو خارجها كما قامت اللجنة بإصدار دورية النادي «المنتدى» مجلة ثقافية متنوعة الموضوعات.
وتحظى كل اللجان بتشجيع وتحفيز من رئيس النادي ونائبه السلوك وأعضاء مجلس الإدارة الدكتور ناصر بشية والدكتور هجاد عمر والأستاذ عبد الرحمن الدهري والشيخ عبد العزيز بن عبدالله ليصبح العمل متناغما متكاملا وتكون مجلة المنتدى ضمن محاور إحدى جلسات مجلس الإدارة لتطويرها وتغيير نمطية شكلها ليسند العمل إلى ثلاثة هم محمد الزهراني حالياً نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة، ود. عبدالله غريب وجمعان الكرت ليبدأ الفريق في وضع خطة التغيير لتكون أكثر جاذبية من حيث الشكل ونوع الورق والألوان والموضوعات وكانت ردة الفعل إيجابية ليخرج الإصدار في ثوب قشيب، توج بلقاء موسع مع سمو أمير منطقة الباحة الأمير محمد بن سعود والذي كان يولي الثقافة والمثقفين اهتمامه الخاص، استمرت إدارة الشيخ سعد المليص ورفاقه ما يزيد عن عقد من الزمن قدموا عطاء يستحق كل فرد منهم الشكر والتقدير والثناء ومن بين الأعمال الناجزة تنظيم ملتقى بعنوان «دراسات في التاريخ والأدب» يقف خلف تنظيم الملتقى سعادة الدكتور سعيد أبو عالي -الذي أصبح عضواً فيما بعد-وكان حدثا ثقافيا شارك في طرح الأوراق عدد من المختصين في مجالي التاريخ والأدب ومن بين الموضوعات التي زاد الجدل حولها موطن صاحب لامية العرب الشاعر الشنفرى، وبعد مضي ما يزيد عن عقد من الزمن رأت وزارة الثقافة ممثلة في الوكالة للشؤون الثقافية في فترة الدكتور عبدالعزيز السبيل ضرورة التغيير وضخ دماء شابه ليتم ترشيح عشرة أعضاء كانت تشكيلته كالتالي الكاتب الصحفي الشاعر الأستاذ أحمد حامد الغامدي رئيسا والشاعر الأستاذ حسن الزهراني نائبا للرئيس ود. عبدالله غريب مديراً مالياً وجمعان الكرت مديراً إدارياً مع توزيع مهام رئاسة اللجان على بقية الأعضاء وهم القاص والأديب الأستاذ محمد زياد، والدكتور عبدالله الزهراني والشاعر عبدالرحمن سابي والشاعر محمد فرج والشاعر مسفر العدواني والأستاذ يحيى صالح، استفدنا كثيراً من أفكار الأعضاء السابقين فلديهم من الخبرات الثرية والثقافة الواسعة لينشروا ذلك البهاء بتقديم الكثير من المنجز الثقافي والأدبي في محيط الباحة بحسب الإمكانات المتاحة من المخصصات المالية للنادي، إذ يصرف جزء منها في قيمة إيجار المبنى ورواتب الموظفين ومكافآت أعضاء مجلس الإدارة والباقي لأنشطة النادي وفعالياته مما شكل تحديًا حقيقيًا لأن يقدم المجلس الجديد للنادي جهدا مختلفا ليتفق الجميع في إقامملتقى يخص الرواية والذي جاء تحت عنوان (الرواية وتحولات الحياة في المملكة العربية السعودية) وأسندت مهمة تحديد عناوين الأوراق المطروحة على الهيئة الاستشارية وهم نخبة من الأكاديميين وهم أ.د معجب الزهراني أ. د. محمد ربيع وأ.د. صالح سابي أ.د. معجب العدواني وأ. د. صالح زياد لتستقبل الباحة أهم حدث ثقافي بمشاركة الكثير من الروائيين والمختصين في النقد ليجتمعوا تحت قبة النادي وتكون المخرجات أوراق علمية ثرية وإصداراً مميزاً يحوى كل أوراق العمل والمداخلات التي تمت، واستمر العطاء بتقديم الكثير من الأنشطة المتنوعة منبرية إصدارات أمسيات محاضرات ورش عمل، ليوسع النادي نشاطه بتنظيم مهرجان شعري وملتقى ثان للرواية بعنوان» الرواية السعودية مقاربات في الشكل» حظيا بردود فعل إيجابية من الوسط الثقافي وبتحفيز من وزارة الثقافة وبإصدارين وثقا كل النصوص الشعرية وأوراق العمل المطروحة، وبعد مضي ثلاث سنوات أعيد تشكيل مجلس جديد للنادي ليُنتخب حسن الزهراني رئيسا للنادي وجمعان الكرت نائبا للرئيس ومحمد زياد مديرا إداريا وبقي عبدالله غريب كمدير مالي، وحقيقة الأستاذ أحمد حامد والأستاذ حسن الزهراني يمتلكان رؤية ثقافية عميقة ومثابرة ونشاط دؤوب مع حرص لتقديم ما هو أفضل يزيد ذلك حماسهما بتقديم شيء للثقافة في وطننا الغالي، ولكون العمل الثقافي يتنامى بزيادة الخبرات وبالهمم العالية إذ ليس هناك مستحيل لذا حرص الشاعر حسن الزهراني باتجاه نحو الانتقاء النوعي وترتيب تلك الأنشطة مما وصفه بعض المثقفين بأن حسن قادر على صنع ثقافة واعية، وبعد النجاح الذي تحقق في ملتقى الرواية الأول والثاني استمر النادي في التخطيط لملتقيات أخرى بالاستعانة بالهيئة الاستشارية والذين شاركوا في التنظيم وبتناغم فريد مع مجلس إدارة النادي محققين نجاحًا لهذا النشاط الذي يحسب لأدبي الباحة، ومما أذكره مقولة الدكتور عبدالله الغذامي في إجابة عن سؤال المحرر الثقافي بصحيفة الشرق الأوسط (بأن نشاط أدبي الباحة أرقى بكثير من أنشطة أندية أخرى) وهذا دليل على أن نشاط النادي مثمن ومقدر من الكثيرين هذه الشهادات المتتالية زادت من حماس أعضاء مجلس إدارة النادي ليواصل عطاءه، وبعد النجاحين الذين تحققا في تنظيم ملتقيي الرواية كان للشعر حضوره البهي بتنظيم مهرجان الشعر بمشاركة شعراء بارزين من داخل الوطن وخارجه ليحلق الشعر كنوارس بيضاء فوق سفوح جبال السراة، ولمكتف النادي بهذا النشاط بل وسع أعماله كما ونوعا سواء في إصداراته الثرية وتوسيع مساحة فعالياته على مستوى محافظات المنطقة واكتشاف الكثير من أصحاب المواهب الأدبية والثقافية والمشاركة في معارض الكتب بعرض وبيع إصدارات النادي المتنوعة، واستمر المجلس في الاهتمام بالقصة والشعر بإصدار مجلتي «بروق» و»ودوق « الأولى تعنى بالإبداع القصصي سرداً ونقدًا والأخرى تنشر النصوص الشعرية المميزة ، ومما يحسب لوزارة الثقافة وقتها تنظيم الأسابيع الثقافية في عدد من الدول الخارجية ليتم ترشيح حسن الزهراني في مجال الشعر وجمعان الكرت في مجال القصة مع عدد من المهتمين بهذا الشأن على مستوى جميع أندية الوطن وكان رئيس الوفد الدكتور أبو بكر أحمد باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدولية، لتقل الطائرة الوفد الثقافي من شعراء وقاصين وخطاطين وممثلين وفنانين ورسامين ومسرحيين للمشاركة في الأسبوع الثقافي في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينتي المكلا وعدن وكان أسبوعا مميزاً وقد شارك في تلك الفعاليات الشاعر الراحل محمد الثبيتي الذي لفت انتباه الوسط الثقافي اليمني بجماليات قصائده الشعرية، ومازالت قصيدة حسن الزهراني عن مدينة المكلا عالقة في الأذهان، تلك الأمسيات كانت جميلة وثرية قبل أن تتلوث اليمن بأفعال عصابة وميليشيات الحوثي وهذه الأنشطة التي قامت بها وزارة الثقافة في دول عربية وغربية رائعة لنقل ثقافة الوطن التي اتسمت بالتسامح والوسطية كقيم إسلامية نبيلة، وهنا نتمنى من وزارة الثقافة الاستمرار في تنظيم مثل تلك الأسابيع لما لها من قيمة كبيرة.
لأعود وأقول بأن العمل في مجلس إدارة النادي استمر قرابة خمس سنوات لتأتي خطوة جديدة وهي الانتخاب ومما أذكره أن ليلة الانتخاب كانت صاخبة جدا بوجود فئة تحرص على سحب دفة النادي اتجاههم إلا أن الانتخاب انتهى بترشيح من هو قادر بالفعل في مواصلة العطاء والنجاح بقيادة الشاعر حسن الزهراني وأعضاء مجلس الإدارة الكرام. لتكون الباحة عاصمة للرواية العربية بتنظيم ملتقيات الثالث والرابع والخامس بمشاركة كبار الأكاديميين والنقاد على مستوى الوطن العربي وطرح أوراقهم الثرية والنقاش الذي يصاحبها، وإكمال المربع الذهبي بتنظيم ملتقيي القصة القصيرة والمسرح .
في مجال الشعر وجمعان الكرت في مجال القصة مع عدد من المهتمين بهذا الشأن على مستوى جميع أندية الوطن وكان رئيس الوفد الدكتور أبو بكر أحمد باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدولية، لتقل الطائرة الوفد الثقافي من شعراء وقاصين وخطاطين وممثلين وفنانين ورسامين ومسرحيين للمشاركة في الأسبوع الثقافي في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينتي المكلا وعدن وكان أسبوعا مميزاً وقد شارك في تلك الفعاليات ا لشاعر الراحل محمد الثبيتي الذي لفت انتباه الوسط الثقافي اليمني بجماليات قصائده الشعرية، ومازالت قصيدة حسن الزهراني عن مدينة المكلا عالقة في الأذهان، تلك الأمسيات كانت جميلة وثرية قبل أن تتلوث اليمن بأفعال عصابة وميليشيات الحوثي وهذه الأنشطة التي قامت بها وزارة الثقافة في دول عربية وغربية رائعة لنقل ثقافة الوطن التي اتسمت بالتسامح والوسطية كقيم إسلامية نبيلة، وهنا نتمنى من وزارة الثقافة الاستمرار في تنظيم مثل تلك الأسابيع لما لها من قيمة كبيرة.
لأعود وأقول بأن العمل في مجلس إدارة النادي استمر قرابة خمس سنوات لتأتي خطوة جديدة وهي الانتخاب ومما أذكره أن ليلة الانتخاب كانت صاخبة جدا بوجود فئة تحرص على سحب دفة النادي اتجاههم إلا أن الانتخاب انتهى بترشيح من هو قادر بالفعل في مواصلة العطاء والنجاح بقيادة الشاعر حسن الزهراني وأعضاء مجلس الإدارة الكرام. لتكون الباحة عاصمة للرواية العربية بتنظيم ملتقيات الثالث والرابع والخامس بمشاركة كبار الأكاديميين والنقاد على مستوى الوطن العربي وطرح أوراقهم الثرية والنقاش الذي يصاحبها، وإكمال المربع الذهبي بتنظيم ملتقيي القصة القصيرة والمسرح.
** **
- جمعان الكرت