كتب - علي الصحن:
سنوات طوال، وفهد بن عبدالمحسن المدلج يترأس النادي الفيصلي بحرمة الذي تأسس عام 1954م تحت مسمى نادي شباب حرمة، وطوال هذه السنوات كان الرجل الهادئ، يبني ناديه خطوة خطوة، ويرسم بمعاونة فريق عمله طريق نجاح لافت وملهم، اقترب من الذهب في موسم 2018 قبل أن يشدد قبضته عليه مساء أمس ويسطر اسمه في سجلات أبطال المملكة الكبار، ويضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد.. اللقب وبطاقتي دوري أبطال آسيا ومباراة السوبر السعودي.
وبدأ المدلج - وهو سليل أسرة رياضية، أسهمت في تأسيس النادي عن طريق إبراهيم بن ناصر المدلج، وخدمت النادي سنوات طوالا ولا تزال - مشواره مع النادي في سن مبكرة لاعباً مع الفريق الكروي، قبل أن يتجه للعمل الإداري في موسم 1990حيث تولى إدارة الكرة في النادي، مساهما في قيادة الفريق من دوري الثانية إلى دوري الأولى وقت رئاسة محمد الضاوي للنادي، ثم تولى الإشراف على كرة القدم بجانب عمله كعضو في مجلس الإدارة، قبل أن يصبح رئيساً للنادي عام 1999.
ويملك المدلج الذي يحمل دبلوم ترجمة لغة انجليزية من جامعة كامبرديج البريطانية، كاريزما خاصة منحته مساحة واسعة من النجاح، وربط علاقات خاصة أسهمت في قيادته للنادي رغم التقلبات والتحديات والصعوبات التي واجهته خلال العقدين الماضيين من الزمان، كما مكنته من توسعة دائرة علاقات النادي مع الأندية الأخرى، ووضع مكانة مناسبة لناديه.
وفي حرمة التي تقع على مسافة 194كلم تقريباً إلى الشمال من مدينة الرياض نمت شجرة النادي حتى أثمرت برعاية أبناء المدينة وداعمو النادي، وبمتابعة مباشرة من المدلج الذي يحظى النادي بعنايته ومنحه جل وقته واهتمامه حتى توج البارحة أهم الألقاب في الرياضة السعودية.
ما يقوم به المدلج وإدارته في النادي الفيصلي يستحق أن يدرس، وأن يكون نموذجاً في الإدارة والصبر والتخطيط، فقد تعب حتى نال ثمار تعبه، وكتب اسمه بمداد من ذهب في تاريخ الرياضة السعودية، وسيكون اسمه محفوراً في تاريخ النادي الفيصلي.