لفظ بقايا السواك أثناء الصوم
*ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يستاك وهو صائم، ولكن هل يلزم الصائم أن يلفظ بقايا السواك وما بقي من طعمه في الريق، أو يُعفى عنه ويُعدُّ غير مفطِّر؟
- نعم، يلزمه أن يلفظ بقايا السواك وما تفتت منه، سواء كان من لِحاه أو من أطرافه، فإنه يلزمه أن يلفظه؛ لأنه جرمٌ إذا دخل إلى الجوف بقصدٍ فَطَّر، وكذلك طعمُه يدل على أن منه شيئًا تحلل في الفم، فيلفظه.
***
استنشاق دخان السيارات حال الصوم
* أعمل في ورشة لتصليح السيارات، وأحيانًا يحصل لي بسبب العمل أن أستنشق الدخان الخارج من عوادم السيارات، فهل هذا يؤثِّر في صيامي؟
- إذا قصدت الاستنشاق لهذا الدخان فإنك تفطر بسببه، لكن إذا دخل إلى أنفك أو فمك من غير قصد فلا تُفطر به، كما في كلام أهل العلم فيمن طار إلى حلقه ذباب أو غبار من غير قصد فإنه لا يُفطر.
المفاضلة بين القيام جماعة
في أول الليل، وبين أدائه منفردًا في آخر الليل
* إذا كان الإنسان ضابطًا لكتاب الله -عز وجل- ويأمن على نفسه من الفتور، فهل الأفضل له أن يصلي التراويح في الثلث الأخير لوحده في البيت، أم يصلي في الجماعة بعد العشاء؟
- ثبت عن عمر -رضي الله تعالى عنه- في شأن صلاة التراويح التي جمع الناس عليها بعد انقطاعها في زمنه -عليه الصلاة والسلام- بعد أن صلى -صلى الله عليه وسلم- ليلتين أو ثلاثًا، وبعد انقطاعها في زمن أبي بكر وصدر من خلافة عمر -رضي الله عنهما- أنه لما جمع الناس على إمام واحد وخرج عليهم وهم يصلون قال: «نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون» [البخاري: 2010]، يعني صلاة آخر الليل، فلا شك أن صلاة آخر الليل أفضل، لكن إذا كان الشخص قدوة وإذا لم يصلِّ مع الناس ظُنَّ به السوء أو اقتدى به من يترك التراويح ويظن أنها ليس فيها فضل؛ لأنه لو كان فيها فضل لصلاها فلان، وهو لا يدري عن حاله في آخر الليل، فإذا كان الأمر كذلك فليصلِّ مع الناس ويحتسب في ذلك، وأنه شخص يقتدى به ولو تركها لتركها بعضُ الجهال اقتداءً به، فيصلي مع الناس ثم يصلي ما كُتب له في آخر الليل فيجمع بين هذا وهذا.
***
إلقاء المحاضرات في شهر رمضان
* نجد أن السلف الصالح كانوا يتركون تعليم الناس في رمضان، ونجد اليوم كثيرًا من المساجد يُلقى فيها الكلمات والمحاضرات بشكل شبه يومي، فهل هذا مخالف لعمل السلف؟
- أولًا: ليس جميع السلف يتركون الأعمال الصالحة والتعليم والتحديث والتعلم، نعم أُثر ذلك عن بعضهم؛ للتفرغ لقراءة القرآن، وإلا فالنبي -عليه الصلاة والسلام- جاهد في رمضان في غزوة بدر، وعمل الأعمال الصالحة كلها في رمضان، لكن لا شك أن هناك التصاقًا بين رمضان والقرآن؛ لأنه شهر القرآن شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185]، فلو تفرَّغ تفرغًا كليًّا أو جزئيًّا لمدارسة القرآن وتلاوته والإكثار من ذلك فهذا عَمِله بعض السلف، والتعليم من أفضل الأعمال الصالحة، والدعوة كذلك وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ [فصلت: 33]، فهي من أفضل القربات في رمضان وفي غير رمضان، المقصود أن ما أُثر عن السلف إنما يُذكر للحث على الإكثار من تلاوة القرآن لا لتعطيل الأعمال الصالحة.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء