تحت رعاية معالي رئيس جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبد الرحمن العمر عقد قسم التاريخ ندوة علمية بمناسبة الذكرى الرابعة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، وذلك يوم الأربعاء الموافق السابع من شوال لعام 1442هـ، عبر البث الفضائي، في تمام الساعة (9 - 11) مساءً.
وتكونت الندوة من جلستين علميتين، الجلسة الأولى أدارها سعادة الأستاذ الدكتور نايف بن ثنيان آل سعود عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود. وكان المتحدث الأول فيها معالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري المستشار في الديوان الملكي والأمين العام لدارة الملك عبد العزيز المكلف. وقد تحدث سعادته في ورقته العلمية عن خمسة محاور أساسية هي: الإرث - الشباب - الأسرة - التجديد - المسؤولية. كما تحدث عن أبرز المحطات المهمة في حياة ولي العهد محمد بن سلمان، وضرب بعض الأمثلة في تركيزه -حفظه الله- على المحافظة على الإرث القديم. واهتمامه بالشباب السعودي وخصوصاً أن المملكة العربية السعودية من دول العالم التي يشكل الشباب الغالبية العظمى من سكانها. كما تطرق معاليه للحنكة السياسية التي يتمتع بها سمو ولي العهد، التي ظهرت وبرزت جليةً في حل العديد من المشاكل الاقتصادية التي واجهت المملكة وخصوصاً بعد جائحة كورونا.
أما المتحدث الثاني في الجلسة الأولى معالي الأستاذ الدكتور إسماعيل البشري مدير جامعة الجوف سابقاً فقد تحدث في أربعة محاور أساسية عن ولي العهد هي: (التكوين وبناء الشخصية - السمات القيادية - التدرج السياسي والإداري - العلم والثقافة). وأوضح معالي الدكتور إسماعيل تأثر ولي العهد الواضح بالجامعة السعودية الوطنية جامعة الملك سلمان، وخبرته السياسية الواسعة. كما استشهد بمقولة الأستاذ عبد الرحمن العجاجي المشرف التعليمي في قصر الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يذكر أن «ولي العهد كانت الإدارة هاجسه، وسلوكه، وطموحه، ويصل إلى أهدافه بأقصر الطرق، وكان شاباً لا يتحدث عن نفسه كثيراً، ويحب التعرف على كل جديد فهو مستمع، ومنصت متميز». وتطرق إلى التدرج الوظيفي لولي العهد الذي أخرج لنا قيادياً محنكاً وصنع لنا شخصية قيادية لا تصنع في سنوات. وكان من أهم الصفات القيادية لسموه: (الثقة في النفس، التفكير الإيجابي، المبادرة في القيام بالمهمات، مواجهة التحديات، الشخصية الإبداعية، الذكاء الاجتماعي، الصدق والنزاهة، سرعة البديهة).
الجلسة الثانية من الندوة العلمية أدارتها الأستاذة: منال بنت عبد الله المطيري المحاضرة في قسم التاريخ. وكان المتحدث الأول سعادة الدكتور فارس بن متعب المشرافي رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، وتحدث فيها عن التنمية السعودية المعاصرة، والتطور الفكري للمجتمع السعودي تحت قيادة قائد الفكر المعاصر ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وذكر بدايات التنمية السعودية عبر عصور التاريخ ابتداءً من عهد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ووصولاً إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وتوالي المشاريع التنموية السعودية في وقتنا الحاضر سواء سياسية - اجتماعية - اقتصادية - ثقافية فكرية. وقد تميزت التنمية المعاصرة بالشمولية والاهتمام بالوعي الفكري، وحققت نجاحاً كبيراً في البلاد السعودية حتى أصبحت سلاحاً يتصدى للأخطار التي تواجه الوطن. كما وضح دور المرأة السعودية ومشاركتها في التنمية المعاصرة للوطن في الأصعدة كافة.
أما المتحدث الثاني في الجلسة الثانية فكانت سعادة الدكتورة فاطمة بنت حسين القحطاني أستاذ التاريخ السعودي المساعد، ووكيلة قسم التاريخ في جامعة الملك سعود. وسلطت سعادتها الضوء على التحول الكبير في التاريخ السعودي، وتولي أمير شاب هذا المنصب الكبير كان له أكبر الأثر في تحقيق منجزات الوطن. كما تحدثت عن علاقة ولي العهد بالتاريخ، وأن اهتمامه بالإرث التاريخي نابع من اهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز بالتاريخ؛ حيث حرص - حفظه الله - على التوثيق الفكري، والحضاري، وتوثيق جوانب التاريخ السعودي. ويتضح ذلك من خلال ترؤسه لرئاسة مجلس إدارة أكبر صرح علمي تاريخي سعودي هو: (دارة الملك عبد العزيز)، ومن خلال أيضاً دعمه لجوائز دراسات تاريخ الجزيرة العربية، ومراكز علمية تشرفت باسمه للمحافظة على تاريخ البلاد. كما بينت سعادة الدكتورة اهتمام ولي العهد بالتاريخ من خلال تضمينه أحد محاور الرؤية الثلاث (2030) وهو محور: مجتمع حيوي، الذي يُعنى بالاهتمام بالتاريخ، والتراث، والمواقع الأثرية بالمملكة العربية السعودية، وتضمينها وإدراجها لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (مؤسسة اليونسكو العالمية). كما اهتم سموه ببرنامج تعزيز الشخصية السعودية أحد برامج الرؤية الرائدة، وكان التاريخ والتراث الحضاري للمملكة من أهم روافد هذا البرنامج لتحقيق أهدافه وطموحاته التي رسمها ولي العهد -حفظه الله-. كما أبرزت دوره في التاريخ، وعلاقته به بمبادرة سموه بتطوير الدراسات التاريخية التي تهدف إلى تنمية وتطوير المدرسة التاريخية السعودية التي أطلقتها الدارة بموافقة كريمة من رئيس مجلس إدارتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتحت إشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث ظهرت هذه المبادرة التي تحمل اسم سموه الكريم لدعم تخصصات التاريخ، وأقسامه في الجامعات السعودية، ودعم الجمعية التاريخية السعودية، وتطويرها، والاهتمام بالدراسات التاريخية بجوانبها كافةً.
وختاماً نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الأمين بمناسبة ذكرى البيعة الرابعة، ونجدد البيعة والولاء والانتماء لعراب الرؤية التاريخية السعودية. كما نتقدم باسمي واسم مؤرخي التاريخ السعودي بجزيل الشكر والتقدير إلى قسم التاريخ بجامعة الملك سعود لإقامتهم هذه الندوة التاريخية العلمية الافتراضية، والشكر موصول للجنة النشاط العلمي والشراكة المجتمعية بقسم التاريخ في جامعة الملك سعود، وعلى رأسهم مقرر اللجنة سعادة الدكتور سعيد القحطاني أستاذ التاريخ السعودي المساعد بالقسم على التنسيق والمتابعة.
** **
- نوال بنت إبراهيم القحطاني