أ.د.عثمان بن صالح العامر
توفي الخميس الماضي رجل الخير والبر والبذل والعطاء عبد الله بن إبراهيم السبيعي (مؤسس مؤسسة عبد الله السبيعي الخيرية) عن عمر يناهز الـ100 عام -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزق أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
استوقفتني كثيراً وصيته التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، وسارت بها الركبان - كما يُقال -، وهذه دعوة تأمل بها.
يقول -رحمه الله - بعد أن أوقف ثلث ماله لله عزَّ وجلَّ: «.. وقد أشركت في أجر هذه الأوقاف:
- والديّ ووالديهم وذريتي وزوجاتي وإخواني وأخواتي وأعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي.
- وأعضاء مجلس النظارة، وجميع العاملين فيها ووالديهم، وبخاصة من أعد صياغة هذا النظام، وكل من أسهم فيه بجهد أو نصح أو رأي أو مشورة أو دعوة صالحة.
- وكل من أحبني في الله وأحببته فيه.
- كما أشركت في أجرها كل مسؤول في أي جهة حكومية أو أهلية قدَّم دعماً أو تسهيلاً أو أزال عقبة عن هذه الأوقاف رغبةً في إنجاحها ورعايتها.
- كما أشركت في أجر وقفي كل من صدرت مني أو من أحد والدي إساءة إليه بغيبة أو نميمة أو بهتان أو غير ذلك رجاء مغفرة الله ورضوانه لي ولوالدي.»
بصدق الحمد لله الذي جعل منا ومن بيننا أمثال هؤلاء الكبار بأفعالهم وعطائهم وبذلهم أحياءً وأمواتاً.
ومن باب الاعتراف بالفضل فإن مما منَّ الله به على هذه البلاد الخير العميم والأمن والإيمان ووجود قادة يدعمون الخيِّرين أمثال السبيعي -رحمه الله- ويباركون جهودهم ويدفعونهم إلى بذل المزيد، بل يسابقون في ذات المضمار المبارك طلباً لما عند الله.
إن في إيراد هذا الجزء من وصية السبيعي -رحمه الله - تذكير لمن رزقهم الله المال وأغدق عليهم من واسع فضله ألاّ ينسوا حظهم من الآخرة، فيسابقوا غيرهم في ميادين البذل، والوقف من أوسعها وأدومها وأنفعها عاجلاً وآجلاً، دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود والسلام.