فهد المطيويع
بالنوايا الحسنة ومجهود اللاعبين والمحبين وقبلها توفيق رب العالمين فاز الهلال بأقوى دوري وأقوى نسخة رغم كل الظروف، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير وبطولة أخرى تحسب للهلال هذا الموسم كونه انتصر على ظروفه وهزم خصومه دون ضجيج داخل الملعب وخارجه، وفي نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح، «ختامها مسك» كلمة رددتها جماهير الهلال في ليلة الفرح والتتويج في لقاء نادي الفيصلي البطل في ليلة الفخامة التي تليق بتجليات الهلال وجمهوره الجميل في حضوره وغيابه وتفاعله مع عشقه الكبير مع أنني أثق بأنهم كالعادة سينسون هذا التتويج بعد يوم أو يومين وتنتهي الحكاية وتبدأ صفحة جديدة من الطموحات التي لا تنتهي والدخول في تحديات أخرى، وهذا ديدن الهلال الذي دائمًا ما يردد (يا مدور الهين ترا الكايد أحلى).
إنجازات لا تنتهي وأفراح لا تنقطع وفخر يتمدد ولا عجب فخلف هذا الزعيم عشق لا ينضب تتوارثه الأجيال، فلله درك يا هلال دائماً ما تكون على الموعد. من المضحك والمسلي أيضاً أن تسمع بليداً هنا أو بليداً هناك يكرر بغباء موضوع ضعف الدوري للتقليل من أهمية هذا المنجز الذين ما زالوا يدهشوننا بتناقضاتهم المتكررة في الكثير من الأحداث وهم من كان يتغنى بفخر بموضوع التكويش والتباهي بصرف الملايين من أجل تحقيق الدوري الذي أصبح (الدوري الأضعف) كما يزعمون بعد أن طارت الطيور بأرزاقها وبعد الفشل في تحقيق الحد الأدنى على مستوى الدوري أو حتى اللعب في الملحق الآسيوي ناهيك عن فشل مشروع التطوير ونتائجه (الفشوش) والصفر المكعب رغم صرف كل هذه الملايين وهذا الكم من الديون! عموماً تعودنا مثل هذا الطرح مع كل إنجاز للهلال وكما يقال (اللي ما يطول العنب حامض عليه). وبنظرة سريعة على ميدان الضجيج والصخب الذي يجيدونه نكتشف أن الموضوع باختصار يتمثل في اختلاف الطموحات، فالهلال لا يهمه إلا (الذهب) وصعود المنصات، وغيره لا يهمه إلا (الهلال) وإنجازاته ومن هنا نكتشف سر السنة الضوئية وبداية التفوق في (الكم والكيف) المثبتة في صفحات التاريخ ولوحات الشرف بأرقامها التي لا تكذب. عموماً نبارك للهلال هذه البطولة الصعبة ونشكر كل من ساهم في تحقيقها ونقول لأصحاب الظاهرة الصوتية شدوا حيلكم واستمروا في ملاحقة الهلال فقد تستطيعون مجاراته في ملاعب الضجيج التي لا يجيدها أما في (ميدان المنافسة الحقيقية) فلن تستطيعون فلا ينافس الهلال إلا الهلال.