المجمعة - عمار العمار:
الفيصلي أنشودة السعادة تغنى بها محبو الكرة السعودية جميعًا، ويكاد يكون حب الفيصلي بالإجماع لأطياف مشجعي الكرة السعودية كافة؛ فهو الأكثر إقناعًا والأكثر ثباتًا والأكثر حضورًا وزهاء ليحتل مركزًا بين نخبة الأندية، النادي الذي خرج من المدينة الصغيرة حجمًا والكبيرة تاريخًا ومقامًا وحبًّا وبذلاً لكل أرجاء الوطن (حرمة) ليقدم أروع دروس البذل والعطاء، وليكبر في قلوب المحبين وعيون المتابعين، وليقف بكل زهاء وشموخ.
اللحن الجميل لأغنية كتبها رجال الفيصلي
الفيصلي عنوان للفرح، ولحن جميل لأغنية رائعة، خط أبياتها رجال الفيصلي، وتغنت بها الجماهير قاطبة.
الفيصلي حكاية فريدة، رسم فصولها الزمن ليصل إلى ذروة المجد وفق خطط مدروسة ليفتح الآفاق الكبيرة في موسم سيكتبه ويسجله التاريخ بمداد من ذهب، فأبناء حرمة أبطال لكأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي الحالي 1441/ 1442هـ بكل جدارة واستحقاق ليضعوا لهم مكانة بين الأبطال في البطولة الأهم رسمًا واسمًا..
بالعقل السليم وقف بشموخ وكبرياء
بالأمس هزم الفيصلي كل الخصوم وتغلب على جميع الظروف وبكل فخر وقف بشموخ وكبرياء أمام الجميع ليقول (هاأنذا) قادم لساحة البطولات والأمجاد، ولينير اسمه لائحة الشرف للبطولات السعودية. فبالعقل السليم والتخطيط القويم وصل الفيصلي إلى ذروة المجد ونال البطولة الأغلى، فمنذ وطئت قدماه ساحة البطولات وهو أحد أهم الفرق في الكرة السعودية، حاول مرة ومرات ووصل أخيرًا إلى مبتغاه بعد جهد وبذل وعطاء..
صعود وهبوط فصعود لتغيير لخارطة الطريق
النادي الفيصلي القابع في مدينة حرمة بعزيمة رجاله الأوفياء صعد للمرة الأولى إلى الدوري الممتاز في موسم 1427 ووقتها لم يلبث سوى موسم وحيد عاد بعدها إلى دوري الأولى ليعود مجددًا بعد ثلاثة مواسم إلى الدوري الأقوى بصعوده في موسم 1430 بطلاً للدرجة الأولى واستطاع البقاء للموسم الأول وبعدها عقد العزم على تغيير خارطة الطريق والدخول في المنافسة على البطولات بتدرج وبتخطيط سليم.
في الموسم الأول له بعد الصعود الثاني احتل الفيصلي المركز السابع بجدارة وتأهل لربع نهائي كأس الملك للأبطال، وفي الموسم الذي يليه 1432 احتل ثامن الترتيب، وتأهل إلى ربع نهائي كأس الملك للأبطال، وفي موسم 1433 (الأسوأ له) وصل إلى نصف نهائي كأس ولي العهد وخرج على يد الهلال، ليعيد الكرّة مرة أخرى موسم 1437 بعد فترة ركود بالوصول لنصف نهائي كأس ولي العهد كذلك وخرج على يد الأهلي.
تدرج الطموح لصنع منجز توج بأهم الألقاب
ومع التخطيط والرؤية الفيصلاوية المستقبلة والرغبة الجامحة في كتابة التاريخ ارتفع سقف الطموح الفيصلاوي وكانت المحاولات في المواسم الثلاثة الأخيرة حثيثة وواضحة لصنع منجز فيصلاوي يسجله التاريخ بتصاعد الطموح حتى وصل إلى خامس الترتيب في الموسم الماضي 1440 وقبلها سادس الترتيب في موسم 1438 و1439، وتأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائي كأس الملك في موسم 1438 وخسره أمام الاتحاد بشرف ليعاود الكرّة مرة أخرى بعزيمة وإصرار هذا الموسم، وتأهل إلى النهائي بجدارة واستحقاق وهو الذي عانى الكثير من قبل ليتوج موسمه بالظفر بأهم الألقاب، وليضع نفسه بين كبار القارة الآسيوية بالوصول لأول مرة لدوري أبطال آسيا لكرة القدم.
النقص يولد القوة
قبل النهائي الكبير كان الجميع يتوقع أن تكون الكفة التعاونية أرجح نظير الفارق الفني أولاً وللنقص المؤثر ثانيًا بغياب أهم 3 عناصر فيصلاوية ممثلة في قلبي الدفاع روسي ورافائيل إضافة إلى لاعب الوسط جيليرمي، وفي المباراة كانت الظروف أقسى بإقصاء أحد لاعبي الفيصلي بالبطاقة الحمراء، إلا أن رجال الفيصلي وأبطاله تجاوزوا الصعاب وقدموا ملحمة تاريخية سيدخل معها التاريخ من أوسع أبوابه وسيخلدها التاريخ في سجلاته، فالنقص ولد قوة وظهر الفيصلي في أبهى صورة وتغلب على ظروفه وتأخره مرتين متتاليتين قبل أن يبصم على التفوق بالهدف الثالث ويعلن عن تتويجه باللقب الأول له في تاريخه.
تفاريس يضيء السجلات بهاتريك بعد 60 عاماً
لا أحد يشك بأن النجم الفيصلاوي تفاريس هو رجل المباراة والحسم بل إن التاريخ سيخلد اسمه في سجلات بطولة كأس الملك بعدما حسم لقب البطولة بأهدافه الثلاثة ودوّن اسمه في السجلات بعد 60 عامًا كثاني لاعب في تاريخ البطولة يسجل (هاتريك) في نهائي البطولة بعد لاعب الهلال رجب خميس موسم 1381. ولم يكن تفاريس الفيصلي رجل المباراة فقط بل كان العلم والعلامة البارزة في صفوف الفيصلي إلى جانب بقية الأبطال بداية من الحارس أحمد الكسار مرورًا بوليد الأحمد ومحمد قاسم والمدافع الشاب مشعل خير الله وعلي مجرشي والرايق هشام فايق وميركل ورومان وإسماعيل عمر خالد كعبي والبقية.
الرئيس الأسطوري فهد الفيصلي
فهد المدلج رئيس النادي الفيصلي جزء لا يتجزأ من تاريخ الفيصلي فهو كالقلب النابض لجسده الحي وارتبط اسمه بتاريخ الفيصلي الكبير، وعندما يقترن العمل بالفكر يثمر عن منجز وهذا ما يميز الرئيس الأسطوري للنادي الفيصلي الذي فكر وعمل وجابه الصعاب وتحدى الظروف ليصنع فريقًا كبيرًا بدأ معه من الصفر حتى وصل إلى غاية المجد خلال فترة رئاسته التي تمتد إلى أكثر من 22 سنة.
فهد الفيصلي تتفق أو تختلف معه، يعجبك شخصه أم لا، إلا أنه ظاهرة إدارية في عالم الأندية السعودية ويجب أن تقف احترامًا له ولفكره وسيادته وسياسته الإدارية، فهو المعاصر لجميع المنجزات التي تحققت للنادي الفيصلي بداية من الصعود من الثالثة إلى الثانية ومنها إلى الأولى وتحقيق كأس الأمير فيصل لأندية الدرجة الأولى والصعود الأول في العام نفسه للممتاز عام 1426، وكذلك الصعود الثاني التاريخي وبطولة الدرجة الأولى عام 1430، وفي عهده شارك الفريق خارجيًا لأول مرة في بطولة الخليج مرتين وأبطال العرب.
سياسة فهد الفيصلي جعلت منه واحدًا من أفضل رؤساء الأندية قاطبة بتعامله الرائع والفريد ووضع الفيصلي كأولوية له ونجح مع إدارته في الاستثمار التجاري واستثمار عقود لاعبيه بمبالغ ضخمة دعمت خزينة النادي.
والعارف بتاريخ فهد الفيصلي يدرك أنه لم يأت من باب (الصدفة) إلى عالم الرياضة بل كان له باع طويل أوصله ليكون أحد أفضل الرؤساء على الإطلاق، فتدرج المدلج في الفئات السنية حتى وصل للفريق الأول بالنادي الفيصلي قبل أن يكون إداريًا للفريق عام 1411 وحينها صعد مع الفريق للدرجة الأولى ثم عمل مشرفًا على الفريق الأول قبل أن يترأس النادي منذ عام 1419 كما عمل عضوًا بالجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم وعضوًا لرابطة دوري المحترفين.
ختامًا
بالفكر والعقل والعمل الفيصلي بطل لكأس خادم الحرمين الشريفين، هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة.