عبدالله العمري
رغم الدعم اللا محدود الذي قدمته قيادتنا الرشيدة لقطاع الشباب والرياضة خلال السنوات الخمس الأخيرة وهو دعم تاريخي وغير مسبوق للأندية السعودية منذ نشأتها إلى يومنا هذا، إلا أن قضية الديون لا يزال صداها يتردد داخل أروقة الأندية بشكل متكرر ومثير للمخاوف لأسباب عديدة، فالأرقام الفلكية التي تظهر بين الحين والآخر عبر العديد من وسائل الإعلام الموثوقة والمعروفة عن ديون أندية النصر والاتحاد والأهلي وأنها تتجاوز أكثر من 150 مليوناً لكل نادي على حده هي أرقام مخيفة جداً، وتؤكد أن الكثير من أنديتنا ما زالت تدار بطريقة خاطئة جداً، مما تسبب بتضخم ديون الأندية بطريقة غير مسبوقة ولا مقبولة، والمتضرر الوحيد وقتها هي الكرة السعودية، فنحن نتكلم عن ثلاثة أندية جماهيرية وتعتبر من الأضلاع المهمة بالكرة السعودية ولها تاريخ طويل مليء بالإنجازات والبطولات وتعتبر روافد مهمة لإمداد المنتخبات السعودية بالعديد من اللاعبين بمختلف المراحل.
والسؤال المهم هو ماذا عن بقية الأندية الأخرى البعيدة عن الإعلام، وهل هي تدار بطريقة صحيحة واحترافية جنبها مغبة الديون أم هي تعيش نفس معضلة أندية النصر والاتحاد والأهلي لكن غير معلن ما بداخلها؟.
والأمر الذي يتضح للجميع هو أن كثيراً من أنديتنا لا تزال تدور في فلك الديون ولم تخرج منها حتى الآن، وفشل مسيروها في استغلال الدعم اللا محدود الذي حظيت به هذه الأندية من قبل القيادة الرشيدة لتقليص ديونها.
وما يؤكد صحة كلامي هو عندما يخرج رئيس نادي عبر تصريح موثق ويؤكد أنه لن يترك الرئاسة إلا لشخص آخر قادر على تسديد مستحقاته المالية التي حملها خزينة النادي عبر جملة تعاقدات فاشلة جداً ومضحكة مع أشباه لاعبين لا يمكن أن يحظوا بفرصة اللعب حتى في دوري أندية الدرجة الثانية، والمصيبة أن التوقيع معهم تم عبر عقود مالية فلكية كبدت خزائن النادي خسائر مالية كبيرة جداً.
رغم أن مداخيل النادي المعلنة والرسمية من قبل وزارة الرياضة تجاوزت 70 مليون ريال وهو رقم كبير جداً قادر أصغر مشجع للنادي على تولي زمام الأمور وقيادة ناديه بكل نجاح.
فمثل هؤلاء الرؤساء وجودهم عالة على الأندية واستخدموا عصى الديون للضرب بها وتخويف الآخرين من التفكير بالاقتراب من رئاسة النادي لأسباب مجهولة رغم أن جميع منسوبي النادي يرفضون وجوده..!!
لذا فوزارة الرياضة مطالبة بضرورة إلزام كل نادي بإصدار تقرير مالي مفصل عن جميع مداخيل النادي وعن كيفية الآلية التي صرفت فيها هذه المداخيل إذا كانت فعلاً تريد خلق أجواء عمل مناسبة داخل الأندية السعودية بدلاً من الترهيب الذي يستخدمه بعض الرؤساء الفاشلين الذين لن يضيفوا أي منجز داخل الأندية مهما أتيحت لهم من فرص للعمل داخل الأندية.