عثمان بن حمد أباالخيل
يهرع الكثير من الناس إلى بنك الدم لتقديم الدم كمساعدة لصديق أو قريب، إنها لمسة إنسانية لها وقع جميل ورد فعل إيجابي. كم أتمنى أن يكون هذا النهج تبرعًا وليس مساعدة، وكلاهما فيهما خير. إن هذا التبرع من شأنه إنقاذ إنسان من الموت وتعويض بنك الدم. والتبرع بالدم هو سحب كمية من دم المتبرع تقدر بحوالي (450 مل)، أي بنسبة (8 %) من دم الإنسان الطبيعي، وهذه العملية تستغرق أقل من ربع ساعة، وهي مهمة لتلبية الحاجة المستمرة للدم.
صناعة الوعي والإدراك في المجتمع للتبرع بالدم مهمة تقوم بأدائها جهات على رأسها وزارة الصحة والتعليم والمستشفيات الخاصة ووسائل الإعلام كافة. إن التبرع بالدم له فوائد كثيرة منها أظهرت العديد من الدراسات المختلفة التي أُجريت في الولايات المتحدة وفنلندا أن معدل الإصابة بالنوبات القلبية والنزيف الدماغي أقل بكثير لدى المتبرعين بالدم مقارنة ببقية السكان. كذلك التبرع المنتظم بالدم يقلل من نسبة الحديد في كريات الدم الحمراء، الحديد هو مادة سامة تؤدي إلى أكسدة الأكسجين وبالتالي فإنها تقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض. إضافة إلى أنه عند تحليل الدم في المختبر يظهر أي أمراض مصاب بها المُتبرع واستدعائه وعلاجه. وكذلك تنشيط الدورة الدموية، حيث يتم تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم المختلفة بعد التبرع بالدم.
لا شك أن هناك حالات يُمنع فيها التبرع بالدم، ومن تلك الحالات الشخص المصاب بأحد الأمراض المزمنة كالسرطان والقلب والصرع، وكذلك الشخص المصاب بالسكري الذي يحتاج إلى الأنسولين في علاجه، والشخص المصاب بأحد الأمراض المعدية والتي ثبت أنها تنقل عن طريق نقل الدم الملوث بجرثومة المرض كالإيدز أو التهاب الكبدي الفيروسي وحالات أخرى.
إن عملية التبرع بالدم ممكن أن تكرر كل 6 أشهر، فلماذا يغيب الكثير من الناس عن هذا التوجه الإنساني، ولماذا يتردد الكثير. لماذا ننشغل عن التبرع بالدم. إن العملية تستغرق 15 دقيقة فقط بينما هناك من يُضيِّع الساعات في أمور غير مفيدة. جميل أن تستحدث وزارة التعليم مع وزارة الصحة وظيفة ثابتة في كل مدرسة وعلى جميع المستويات والجامعات الحكومية والخاصة هدفها سحب الدم وحث الطلبة والطالبات بالتبرع.
وفي الختام بعد مرور 40 دقيقة يصبح المتبرع على ما يرام ويمكنه العودة إلى منزله، فلماذا لا نبادر في التبرع ويكون هدف الجميع اكتفاء وزارة الصحة وبنوكها بالدم، ولماذا تستورد وزارة الصحة ونحن قادرون بالتبرع؟! هناك 15 بنكاً مركزياً و17 بنكاً رئيساً و120 بنكاً فرعياً في كل مناطق المملكة تابعة لوزارة الصحة، فأين المتبرعون؟ دعونا نطلق شعار (ليس على المريض توفير عدد من المتبرعين). شعار يمكن تحقيقيه، شكرًا لحملة (الوادي الكريم) للتبرع بالدم، التي نظمتها (صحة نجران) تحت شعار (قطرة من دمي تعني حياة). شكرًا لمنسوبي مصرف الإنماء على حملة تبرع بالدم. هذان نموذجان من عشرات النماذج التي يقدمها مجتمعنا السخي في كل مناحي الحياة.