خالد الربيعان
في السنة ونصف السنة الماضية حدثت تغيرات كبيرة في خريطة العالم، من الجانب المالي بشكل أكبر. وبالنسبة لخريطة كرة القدم تغيرت أيضًا.. شكل الخريطة نفسها من حيث موازين القوى، ومن الجانب المالي أصبحت أغنى الأندية فجأة أكثر الأندية ديونًا. توتنهام مليار يورو ديونًا، برشلونة نصف مليار، مدريد أكثر من ربع مليار!
ريال مدريد بجانب الديون بعد أن كان قوة عظمى قبل عامين ضعف كثيرًا، تورط رئيسه في قضية بطولة السوبر الأوروبي الجديدة، خسر الكثير من شعبيته، الريال لأول مرة منذ 11 سنة يخرج صفرًا بطولات، محليًّا وأوروبيًّا ، على مستوى دوري الأبطال نرى لأول مرة السيتي في النهائي مع تشيلسي.
أتليتكو مدريد يفوز بالدوري الإسباني، وبأقل نجم عالمي سعرًا.. 6 ملايين يورو لسواريز.. الدبابة.. هدفه الثاني في مرمى بلد الوليد بالمباراة الأخيرة قبل أيام هو هدف البطولة.. بفارق نقطتين عن الريال، تغيرت الكثير من المفاهيم وسلكت الأندية سلوكًا غير معتاد للحصول على الدعم المالي، برشلونة: اقترض من بنك جولدمان الأمريكي بنصف مليار يورو.
بورتو قام بتخصيص جزئي.. من ملكيته بطرحها على شكل سندات، السند بـ5 يوروات، وبفائدة 4.7 في المئة للمستثمر، تشعر بأنه تحول لشركة أو بنك.. الشركات عن نفسها تسابقت للدخول في علاقات الرعاية والشراكة مع الأندية في ظل «احتياج الأندية للمال»، الأمر الذي جعلها توافق على بنود مالية بعقود الرعاية.. لم تكن لتسمح بها قبل هذه الأزمة.
في السعودية الهلال خارج الظروف لأن الكبير يستعد للأوقات الصعبة قبل السهلة، المحترفون ما زالوا 7، الأداء ما زال بالجمالية والكيفية نفسها، الكرة تنتقل بطريقة طبيعية كما يقول كتاب كرة القدم، بافيتيمبي جوميز.. هداف الدوري السعودي.. لا جديد..
من الطرف المستفيد أكثر، الرعاة أم الهلال؟.. نقول إنه لا يمكن المقارنة لأن الأهداف نفسها تختلف عند كل طرف، الهلال يريد من الرعايات أشياء، والشركات تريد منها أشياء، لكن بشكل عام، البطولة لها ثمن غالٍ عند الطرفين، من أقل ناحية وهي الشعبية والتسويق وتداول الاسم هنا وهناك مئات الآلاف من المرات..
الهلال يفتخر بأن يحمل علامة تجارية وطنية أيًا كان نشاطها، وأيضًا الشركات تتشرف بوجود شعار الهلال بجانب اسمها وعلامتها.. لماذا؟ شعبية الهلال، أكثر من 50 % من إجمالي الجماهيرية في السعودية تتجه أنظارهم إلى هذا الراعي أو هذه الشركة، ليكونوا فورًا ضمن خطة التسويق لهذا الراعي.. ومع تحقيق البطولات.. وهي مسيرة مستمرة منذ سنوات: فرص كل شيء للنجاح تعلو وتتعاظم.. للجميع.
النقطة:
كانت نقطة التحول الكبيرة في مسيرة الهلال هذا الموسم «هي الاستمرارية كما كان: بعد رحيل مدرب الثلاثية التاريخية».. وسط الوباء، الظروف الاقتصادية، غياب الجماهير، التوقف المتكرر، غياب بعض نجومه بفعل الإصابة فترات. أي واحدة منها كانت كفيلة أن تكون «عذرًا» مقنعًا لعدم تحقيق شيء، مع ذلك استمر كل شيء.
+90: الفأل الحسن شيء مرغوب فيه، ليس مكروهًا، بل هو مفهوم.. له أساس.. قديم.. في الثقافة العربية، أشعر بهذا الفأل باستمرار.. أكدتها إنجازات منظومة الهلال التي بدأت في التوهج بشدة منذ 3 سنوات بوجود علامة «موج الهلال» على صدر القميص الأزرق التاريخي.