محمد علوان
علاقتي مع الأستاذ (عبدالله الماجد) علاقة ود من أول لقاء، ولا زال هذا الود يتنامى كل يوم، وكان في تلك الأيام يحثني على النشر في الصحف المحلية، وكانت أول قصة تنشر لي في جريدة الجزيرة بعنوان (حكاية) وكان المشرف على صفحات الثقافة آنذاك المرحوم (إسماعيل كتكت). فرحت بنشرها وكأنني أحقق ما رمى إليه الأستاذ عبد الله الماجد.
وكانت النقلة الكبرى من لدنه أن عرض عليّ أن يصطحب مجموعتي الأولى (الخبز والصمت) إلى مصر حيث الثقافة والمبدعون، والذين تتلمذنا على إنتاجهم الثقافي وخاصة في مجال الرواية والقصة القصيرة آنذاك، وقد سبق وأن عرضت على أستاذي الدكتور محمد الشامخ، لكي يقوم بكتابة مقدمة لمجموعتي الأولى فاعتذر وهو يقول مبتسماً: يكفي عنوانها (الخبز والصمت) وعرفت ما يرمي إليه رحمه الله، لكن عرض العزيز والصديق الخلوق عبدالله الماجد فتح لي نافذة من الأمل، وأين؟ مصر الثقافة.
وافقت وأنا أكاد أطير من الفرح والبهجة ومنحنى يصل بي إلى شأو قادني إليه (أبو عادل) عبد الله الماجد.
وتمر الأيام والأسابيع طويلة وثقيلة، ومن يغامر بكتابة مقدمة، أو حتى إشارة إلى كاتب من السعودية مبتدئ في فن القصة القصيرة.
- علمت فيما بعد أن الصديق العزيز (الماجد) عرضها على الأستاذ يحيى حقي صاحب (قنديل أم هاشم) وقال له: أنا لا أعدك بشيء، وقال له الأستاذ الماجد: قبلت هذا الشرط. وبعدها كتب مقدمة أدهشتني وأنصفتني في الوقت نفسه بعد أن عاد الأستاذ الماجد إلى الرياض ليقدم لي أجمل وأغلى هدية، ثم ذكر لي أن المجموعة (الخبز والصمت) وزعت في المكتبات والأكشاك، والتي نشرت من قبل (دار المريخ) وديوان شعر للصديق المبدع والشاعر (مسافر) احمد الصالح، في المكتبات المصرية.
أنا أمقت المديح لكن عبدالله الماجد قدم من خلال تجربته في مجال النشر الشيء الكثير، وكانت مكتبة ودار النشر تقدم الشيء الكثير لوطن مترامي الأطراف مثل وطننا العظيم والرياض العاصمة والجامعات، وكان يعمل بهدوء يحسد عليه ومعرفة متراكمة في مجال النشر وحضور الكثير من معارض الكتب في الداخل والخارج على حد سواء. والى ذلك فإن لعبدالله الماجد مساهمات نقدية كثيرة كانت تنشر في عديد من الصحف والمجلات، غير تحريره للصفحات الثقافية بجريدة الرياض التي تركها وهو مدير للتحرير ليتفرغ للكتابة وللاهتمام بدار المريخ في المملكة ومصر، التي كانت تهتم بنشر الكتب الاكاديمية العلمية اضافة إلى الدراسات النقدية؛ وكان هناك ما يشبه التوأمة بينه وبين ابي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري من خلال اهتمامهما ببعض الدراسات.