إبراهيم الدهيش
-مسيرة هيرفي رينارد مدرب منتخبنا الأول لكرة القدم مقبولة ومعقولة بل ومشجعة ونتائجه مقنعة ومنطقية خاصة في ظل محدودية الخيارات بسبب تواجد هذا الكم من المحترفين الأجانب الذين بلا شك - ولن نختلف في ذلك - أعطوا زخمًا جماهيريًا وإعلاميًا للدوري السعودي وساهموا في رفع درجته الفنية والتنافسية لكنهم في المقابل حجبوا ولا أقول حرموا بعض النجوم المحلية فرصة المشاركة وبالتالي ها هو المنتخب يدفع ثمن ذلك خاصة في مركز قلبي الدفاع والهجوم!
- نعم نملك دوريًا قويًا يصنف ضمن أفضل عشرين دوريًا على مستوى العالم لكن قوته مستمدة من تواجد هذا الكم من اللاعبين الأجانب، هذه هي الحقيقة وبالمناسبة فمقولة أن الدوري القوي ينتج منتخبًا قويًا ليست قاعدة مسلَّمًا بها وإلا لما فازت فرنسا بكأس العالم مرتين وهي صاحبة الدوري الأقل مستوى أوروبياً في حين أخفقت إيطاليا في التأهل لكأس العالم 2018 وهي من يملك أحد الدوريات القوية على مستوى القارة، وليست إنجلترا ببعيدة فلديها أقوى دوري في وقت لا تملك منتخبًا قويًا، والأمثلة في هذا الصدد أكثر من أن تُحصى!
- أعود لمنتخبنا الوطني الأول الذي يعيش الآن فترة تحضيراته للمرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكأس العالم وكأس الأمم الآسيوية لأقول: بالرغم من تحفظاتنا على بعض الأسماء المستدعاة من قبل السيد رينا رد واستغرابنا من تجاهل البعض الآخر إلا أننا لا يمكن أن نطالبه بأسماء معينة وإن كان من حق الإعلام أن يبدي وجهة نظره بهذا الخصوص إلا أننا نطالبه الآن بأن تكون النتائج بمستوى تطلعات وطموحات كرتنا السعودية وبما تستحقه من مكانة وبحجم ما تلقاه رياضتنا من دعم باذخ من القيادة العليا والقيادة الرياضية وما تحظى به من مساندة جماهيرية وإعلامية!!
تلميحات
- فاز الهلال ببطولة الدوري محافظًا على لقبه بسبب رد الفعل الإيجابي لإدارته في الوقت المناسب وعودة الروح لنجومه وبراعة الجهاز الفني في التعامل مع أحداث المنعطف الأخير وما يتطلبه من تحضير ذهني ونفسي أكثر من أي شيء آخر!
- وتواضع العنصر المحلي بما فيها حراسة المرمى وتأخر إدارته في انتداب مهاجم عليه القيمة عوامل حرمت الشباب فرصة مواصلة المنافسة على بطولة الدوري!
- والاتحاد حتى وإن اعتبرنا موسمه ناجحًا قياسًا بموسميه الفارطين إلا أنه كان بالإمكان أفضل مما كان على اعتبار أنه كان قادرًا على أن يذهب أبعد من ذلك، لكن قناعات مدربه كاريلي الخاطئة سواء فيما يتعلق بالجانب الفني أو اختيار العنصر بالإضافة إلى حاجة الفريق إلى لاعب (9) لديه القدرة على صنع الفارق وترجمة مجهودات لاعبي الوسط كلها عوامل مباشرة أفقدت الفريق عددًا من النقاط.
- ولم يكن فوز الفيصلي بأغلى الكؤوس نتيجة (خبطة حظ) لكنه جاء كمحصلة طبيعية لعمل دؤوب غاية في الاحترافية ألغى به مقولة (بالمال وحده تُتحقق الإنجازات)!
- وكانت أولى بوادر سقوط الفريق الوحداوي استعانته بالمدرب الأردني محمود حديد - مع كامل احترامي - استند في ذلك على تاريخ الكرة الأردنية وعلى محدودية خبرته في منافسات كهذه بالإضافة إلى تفريطه في نجومه الأجانب الذين مثلوه موسم 2018 حينها احتل المركز الرابع في سلم الدوري آنذاك.
- وتواضع أجانب القادسية وتغيير إدارة النادي أثناء احتدام المنافسة أسباب مباشرة في هبوط الفريق مما يستوجب سن نظام يمنع إدارة النادي - أي نادٍ - من الاستقالة أثناء الموسم ما لم يكن ذلك بقرار وزاري!
- وفي النهاية أتساءل: ما دام أن بعض البرامج الرياضية توقفت والأخرى قاب (حلقتين) أو أدنى. هل نرى مستقبلاً تغيرًا جوهرياً في المحتوى وفي أسلوب الطرح والمعالجة بلغة راقية ومفردة مفعمة بحب البحث عن المصلحة العامة بأسماء (تجمل) المكان وتتوافق مع الزمان بدلاً من أصحاب مؤهلات (طولة اللسان) وثقافة (التهريج والضجيج) ممن ينافحون بـ(الوكالة)؟! هذا ما أتمناه وغيري كثر! وسلامتكم.