عثمان أبوبكر مالي
من مقولات المدرب الألماني الكبير (ديتامر كرامر) مقولته الخالدة: (لا يهمني مع أو أمام من ألعب وكيف يلعب المنافس، المهم هو كيف يلعب فريقي وكيف ينفذ تكتيكه وطريقة لعبه). تذكرت هذه المقولة للألماني الشهير؛ الذي درب فريق الاتحاد لكرة القدم الفترة (1978-1981م) بعد نهاية مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب اليمن الشقيق التي أقيمت السبت الماضي، وحسمها الأخضر من الشوط الأول بتسجيله ثلاثة أهداف نظيفة كانت هي (نتيجة المباراة).
تباينت ردود الأفعال بعد المباراة عند الجماهير السعودية، من مستحسن ومرتاح للأداء والمستوى، وتلك نظرة الغالبية، ومن رافض لها ومقلِّل منها؛ بحجة أن المنافس ضعيف وليس نداً، وبالتالي المباراة ليست مقياساً، فالفريق لم يجد مقاومة حقيقية تُذكر، أما النتيجة فالكل متفق على استحقاق الأخضر لها، وبالتالي تأكيد استمرار تصدره للمجموعة في انتظار مباراتيه القادمتين، خاصة مباراته بعد يوم غد أمام منتخب سنغافورة، ويحتاج فيها إلى النقاط الثلاث ليضمن الصدارة والتأهل - بإذن الله تعالى.
مباراة اليمن (المستوى والنتيجة) وما دار حولها جعلتني (كما أسلفت) استحضر مقولة الألماني الخبير الذي ساهم في تطوير اللعبة وانتشارها (عالمياً) في عدد من الدول غير بلاده مثل (مصر واليابان وأمريكا) بالنظر إلى المستوى الذي قدَّمه لاعبو الأخضر في المباراة، كيف كان الأداء والتحرّك والطريقة، وكيف نفذ اللاعبون المطلوب منهم وما رسمه مدربهم الفرنسي (هيرفي رينار) من ناحية (التكنيك) وهو توظيف الأدوات والإمكانيات المتوفرة لديه، ومن ناحية (التكتيك) وهو استخدام الأدوات في تنفيذ المطلوب منه للوصول إلى (الهدف المرسوم) ومن المؤكد أن الهدف في مباراة اليمن يتجاوز (النقاط الثلاث) إلى تأصيل إستراتيجية اللعب التي يبحث المدرب عن الوصول إليها، والتي بدأ رسمها منذ التعاقد معه نهاية شهر يوليو 2019م وإشرافه على الأخضر السعودي، في طريقه إلى (المونديال القادم) وما يسبقها من بطولات قادمة (رسمية كانت أو ودية) في تصوري أن الأداء الجماعي الذي قدَّمه اللاعبون وجعلوا خلاله المباراة أشبه بـ(تمرين بارد) كان مرضياً ومريحاً جداً، ويدعو للقبول والمزيد من التفاؤل في انتظار تشكيل ووصول إلى منتخب قوي وقادر، يحفظ لاعبوه واجبات مراكزهم والمطلوب منهم وفق رؤية المدرب وأسلوب اللعب الذي يختاره، ويكون منسجماً بكل الأسماء التي تشارك في التشكيل الأساسي، أو حتى البدلاء الذين في القائمة التي استدعاؤها، ويشجع لتفاؤل بأن يسجل حضوراً قوياً ولافتاً في كأس العالم يعيد -بإذن الله- ذكريات (أخضر مونديال 1994م).
كلام مشفر
- دعم مالي (حكومي) كبير وجده نادي الاتحاد خلال الموسمين الماضيين لا يقل عن ما وجدته الأندية الكبيرة الأخرى، إن لم يتفوق عليها. في موسم 2019-2020م وتحديداً الفترة من 7-2019م إلى 6-2020م بلغ مجموع الدعم الحكومي للنادي الكبير أكثر من (244) مليون ريال رسمياً.
- وفي المؤتمر الأخير لسمو وزير الرياضة الذي كشف فيه عن (دعم الإستراتيجية لأندية دوري المحترفين (2020-2021) بلغ مجموع ما قدم لنادي الاتحاد (115.7) مليون ريال كأكثر ناد حصولاً على الدعم في جوانب الإستراتيجية.
- الغريب أن الحديث عن شيء من هذا يغضب إدارة النادي إلى درجة تقديم شكوى للجهات الرسمية على من تحدث عن ذلك قبل الكشف الأخير في مؤتمر الأمير، وهذا في نظري جانب سلبي لا يجب أن يحدث ولا يجب أن تقبل به الوزارة، فالحديث عن الدعم الحكومي مطلب وواجب لإظهار مدى اهتمام ورعاية الحكومة الرشيدة -حفظها الله - بكل الإدارات والأندية.
- على ذكرى الألماني العالمي الشهير كرامر من مقولاته الخالدة التي لا ينساها الاتحاديون عندما قال في حوار صحفي عاصف نشر في تلك الفترة (سأجعل من الاتحاد فريقاً يتمنى الكل مشاهدته) وقد نجح بالفعل في تحقيق ما وعد به، فقد كان (العميد) في ذلك التاريخ فريق (الفن والهندسة) في الكرة السعودية، وإن لم ينجح في الحصول على بطولة.
- ارتفعت نسبة الرضا عند (الرأي العام) الرياضي بقائمة واختيارات مدرب الأخضر (رينار) والدليل هو انخفاض حدة، بل ودرجة الانتقاد على القائمة التي تلقاها بعد الاستدعاء الأخير، لكن ذلك لم يمنع من وجود وظهور بعض (المتعصبين) الذين ترتفع عقيرتهم في انتقاد أسماء استدعيت أو شاركت أو مطالباتهم باستدعاء أسماء لا تستحق المنتخب من وجهة نظر المدرب ويحتاجها من رؤيتهم الملوّنة والمتعصبة.