علي بن عبد العزيز السعيد
آثرت أن أختار هذه العبارة عنواناً لهذه الكلمة، تلك العبارة التي طالما أطربتني عند قراءتها منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة في منتصف التسعينيات الهجرية الماضية..
هذه العبارة كانت دوماً تتصدر ما يكتبه الراحل محمد بن إبراهيم العبيد على صفحات جريدة الجزيرة منذ بدأ في ممارسة العمل الصحفي.. سواء كان ما كتبه خبراً أو مقالة أو تغطية صحفية أو مطالبة لأمر ما يهم عنيزة... وكان لهذه العبارة وقع سحري على نفسي وعلى كثيرين من أبناء عنيزة خصوصاً الذين يسكنون خارجها في مدن المملكة المختلفة، وكانت صورته -رحمه الله- وهو يحمل المسجل الصغير يسجل الكلمات في المناسبات والاحتفالات تتكرر دائماً على صفحات الجزيرة الغراء، وعرفته عن قرب حينما انتقلت للعمل في عنيزة بدءاً من عام 1417هـ وعملت معه في مكتب الجزيرة بعنيزة... كانت عنيزة هي هاجسه الأول والأخير في كل موضوع يدور الحوار حوله سواء كان الموضوع ثقافياً أو رياضياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً... صوته كان حاضراً في كل مناسبة، وقلمه سيالاً من أجلها.
دوره الريادي في العمل الصحفي والإعلامي بمدينة عنيزة لا يمكن أن يخفى على أي شخص، أسهم في تدريب وإتاحة الفرصة للعديد من الوجوه الإعلامية والصحفية في عنيزة الذين تخرجوا من مكتب الجزيرة وعملوا في صحف ومواقع إعلامية أخرى. صحبته مرة أنا والأستاذ يوسف الوهيب لحضور احتفال مؤسسة الجزيرة الصحفية بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها، وعرفت قيمته ومكانته الإعلامية حينما قدمه رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك وعرف به أعضاء مجلس إدارة المؤسسة قائلاً: الأستاذ محمد العبيد مدير مكتب عنيزة من مؤسسي الجزيرة. وهذا يعكس المكانة الرفيعة التي يحتلها الأستاذ محمد العبيد لدى رئيس التحرير وهيئة التحرير كافة في صحيفة الجزيرة، ولا أدل على ذلك إلا تعيينه فيما بعد مديراً للمكتب الإقليمي للجزيرة في المنطقة الشرقية وهو يعد منصباً رفيعاً في مؤسسة الجزيرة الصحفية.
رحم الله الأستاذ محمد بن إبراهيم العبيد الصديق والزميل الذي أفنى جل عمره في خدمة مدينته عنيزة في الجانب الإعلامي وإيصال صوت أهاليها عبر صحيفة الجزيرة، وعبر حسابه في تويتر بعد تقاعده عن العمل الصحفي المهني..
من المفارقات العجيبة في سيرة محمد العبيد أنه هو أكثر إعلامي كان ينتقد جوانب القصور في العمل بالقطاعات المختلفة وأبرزها البلدية وهو في الوقت ذات أكثر إعلامي كان يشيد ويبرز منجزات بلدية عنيزة وشاءت أقدار الله أن يصاب بنوبة قلبية في مقر البلدية.. وكأن لسان حاله يقول أموت وفي نفسي شيء منك ولك يا بلدية عنيزة.
أدعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.