شريفة الشملان
كم فرحنا بكواكب كثيرة من بناتنا وهن يخرجن لنا، مكللات بثقافة وعلم وأفكار جديدة.. فرحنا ونحن نرى شموساً تظهر لنا في كل مجال.
ورأينا بعضهن يأخذن أماكن جميلة في الداخل والخارج، فرحنا كثيراً وهذا ما كان يجب أن يكون منذ وقت طويل.
كانت سعادة لنا ونحن نراهن يقفن ثابتات يؤدين القسم أمام خادم الحرمين الشريفين مليكنا حفظه الله.
يوم بعد آخر تزدان سماؤنا بهن، ولا يعني ذلك بخس شبابنا الطموح حقهم فقد كافحوا وساندوا وأسسوا بيوتاً قائمة على الحب والرعاية. فتح هؤلاء الشباب أبواباً كبيرة وواسعة للعمل الطموح وتطوير الإمكانيات وتحفيز في كل مكان ومجال، ولولا رعاية الدولة لما وصلنا لما نحن عليه سبق أن كتبت عن بعضهم وبعضهن.
لا يمنع من وجود بعض الهنات وبعض التجاوزات التي يستنكرها جيلي، ولا يمنع من أن هناك من تتضخم ذاته أحياناً ويحتاج بين فترة أخرى لمن يعيده لحجمه الطبيعي.
لقد فرحنا في عودة الدراسة مع ضرورة المحافظة على الصحة العامة، مراقبة الاحترازات بشدة، الأمر لا يمكن أن يكون عبثاً وصحة جيلنا القادم وحياتهم مهمة جداً لوطننا ومستقبله ربما شعرت بعض العوائل بالثقل لكون فصول السنة الدراسية صارت ثلاثة، ولكن قد يرى المختصون أن ذلك ليعوض بعضاً من خسائر عدم الدراسة أثناء الجانحة، من جهة وقد يؤدي لاختصار الإجازات من جهة أخرى، فتكون البلد خير مكان للإجازات، بالوقت ذاته يرى البعض أن هناك مبالغة كبيرة في أسعار أماكن السياحة والمنتجعات، بحيث لا تفضل الأسر اللجوء اليها. خاصة عندما نعرف أن إيجار منتجع قد يكلف ثلاثة آلاف في الليلة الواحدة، يبقى خيار الأماكن القريبة والسهلة والاقتصادية خياراً للأسر ليس الفقيرة فقط ولكن حتى المتوسطة مع غلاء الوقود.
ظهر اقتراح عجيب وهو الاستدانة من البنوك للترفيه، وهو اقتراح لاشك لم يدرسه صاحبه جيداً فمن غير المعقول الاستدانة لمتعة مؤقتة قد يكون منطقياً الاستدانة لبناء بيت، أو للمشاركة بمشروع نسبة نجاحه راجحة، أو لضرورة كبرى كالعلاج خاصة عندما لا يكون ممكن العلاج داخل الوطن لسبب أو آخر، البنوك ليست حضن أم دافئ لكنها نار مهما كانت تسهيلاتها، وتضاعف الفائدة بطريقة تحتاج لجدولة بين آن وآخر، إذا الهون أحسن ما يكون والرضى بالموجود خير من الركض وراء المظاهر.
وأعود للحديث عن الفتيات اللواتي عاصرن فترة الانفتاح الكبير في الوقت الذي كتبت أعلاه عن كواكب وأقمار لاحت في مجالات عدة كالاختراعات، والمناصب الكبيرة وجملتنا في الداخل والخارج، تطالعنا الاخبار ما بين وقت وآخر عما يزعجنا وخاصة جيلي، معارك تشارك بها فتيات بل وسيدات في الأماكن العامة، حديث طويل عن أماكن الشيشة والفتيات اللواتي يرتدنها شيء غريب علينا، ربما كان مستوراً وعلى استحياء، ولكن كيف ذهب الحياء من جهة وكيف تهون الصحة والوقت والمال.
يقولون لي ليس جيلك. نعم ليس جيلي، نعم جيلي حفر بالحجر ليتعلم ويسافر حول الدنيا لكسب علم أو منفعة، وكانت هناك أصوات كثيرة وكبيرة ضدنا لكن سرعان ما لحقت بنا بناتهم.
اللهم مالك الملك يسر حياة طيبة كريمة لكل فرد في وطننا الغالي.. وأياماً مباركة قادمة نسأل الله تقبل الطاعات، نور لنا اللهم البصر والبصيرة.