خالد بن حمد المالك
فيه نبل، وتواضع، وسماحة، يأسرك بأخلاقه، ويجذبك إليه حسن المعشر، وحسن المنطق، في كلامه ما يقنعك بالتواصل المستمر معه، والحرص على رفقته، فهو ممن لا تسمع منه وعنه إلا الكلمة الطيِّبة، والذكر الحسن.
* *
هكذا عرفت معالي المستشار الخاص والمشرف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض الأستاذ سحمي بن شويمي الذي وافته المنية بعد مرض عضال عانى منه على مدى سنوات، لكنه قاومه، ومارس معه حياته الطبيعية كما لو أنه لم يكن يعاني من أعراض صحية، فلم يؤثِّر عليه مرضه، ولم يصرفه أو ينشغل به عن خدمة الناس، والقيام بمسؤولياته الوظيفية إلى أن مات.
* *
عندما تجمعك بسحمي مناسبة، تشعر وكأنك أمام براءة طفل صغير، إذ لا يستغيب أحدًا، ولا يحقد أو يكره، فقلبه أبيض، ولسانه نظيف، وكلامه كله سمو، فسحمي صفحة ناصعة لرجل اكتملت به كل الصفات والمواصفات الرجولية الجميلة.
* *
كان سمحًا، وخلوقًا، ومرنًا في تعامله مع الآخرين، يسهل أمورهم، ويقضي حوائجهم، ويذلِّل ما استعصى من حلول يطالبون بها، تنفيذًا لتوجيهات أمير منطقة الرياض، والتزامًا بطبيعته وطبعه، وما اعتاد عليه في خدمة الناس.
* *
لا أعرف أن أحدًا تحدث عنه إلا بما يرفع رأس المرحوم، ويحيي ذكره، حيث الكرم، والابتسامة، واستمتاعه بخدمة الناس، والإخلاص للوظيفة، ما جعله في موقع وظيفي مهم لا يجلس على كرسيه إلا من هو موثوق به من الرجال، وكان سحمي من بين هؤلاء.
* *
لقد فقدنا بوفاته رجلاً شهمًا، وإنسانًا محبوبًا، وموظفًا أحسن وأخلص للوظيفة، وجاءت وفاته خسارة مدوِّية لتكون أصداؤها بحجم الخسارة في غيابه، فاللَّهم أنزله بمنازل الأبرار، واعف عنه، واغفر له، وألهم أسرته الكريمة الصبر على تحمّل هذه الفجيعة، فموته صدمة، ولكن هذه مشيئة الله، ولا راد لمشيئته. وقديمًا قال الشاعر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
عظَّم الله الأجر، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.