سهوب بغدادي
«حذرت المديرية العامة للجوازات، أصحاب المنشآت من القيام بتشغيل العمالة المخالفة، لنظامي الإقامة والعمل (بما فيهم العمالة المتغيبة عن العمل وخاصة العمالة المنزلية)، من أنه في حال ارتكاب تلك المخالفات، ستطبق بحقهم العقوبة، التي تصل إلى غرامة مالية، قدرها 100 ألف ريال، وحرمان المنشأة من الاستقدام لمدة 5 سنوات، والتشهير بالمنشأة، وسجن المدير المسئول لمدة سنة، مع الترحيل إن كان المدير وافدًا، وتتعدد الغرامات بتعدد المخالفين». كما يعد إيواء وتشغيل العمالة المخالفة وغير النظامية في المنازل من المخالفات التي أتت في لائحة المديرية العامة للجوازات والتي تستلزم العقوبة والغرامة. من السابق، قد لا يعي الشخص مدى فداحة الأمر، وتداعياته الاقتصادية والسياسية والأمنية على الوطن، خاصة في ظل جائحة كورونا، التي أودت باقتصادات وأمن واستقرار العديد من الدول البارزة -أزال الله عنا الغمة- فيما يعمد البعض إلى تشغيل وإيواء العمالة غير النظامية خاصة في المنطقة الغربية للأسف، فيعد هذا الفعل معتاداً، فلا يستنكر الشخص تواجد العمالة غير النظامية من الجنسية الأفريقية ويسميها البعض (حجة) أي ممن تخلفوا عن العودة إلى أوطانهم بعد أداء فريضة الحج احتمالاً. فضلاً عن العمالة الآسيوية الهاربة والتي تعمل بنظام الساعات في المنازل لجني ربح أكبر من الراتب المحدد في العقد الخاص بها من المكاتب. إنها ظاهرة قديمة وموجودة ويتم التعامل معها من قبل الجهات المختصة على الدوام، إلا أن الجائحة وتداعياتها فرضت على البعض أن يشغل المخالفين وهو مكره، باعتبار غلاء مبالغ التعاقد مع شركات الموارد البشرية والاستقدام ذات النظام الشهري وهو الحل الأسلم المتوفر حالياً، إذ تسبب تعطل استقدام العمالة من الخارج في أزمة عمالة نظامية، فيصل وقت إتمام الإجراءات إلى 4 أشهر أو ما يزيد لاستقدام العمالة من الفلبين مثالاً، وتقل أو تزيد المدة على حسب الإجراءات للدول الأخرى.
إن تواجد عمالة غير نظامية وسائبة في المنازل والمزارع والاستراحات له آثار سلبية على نواحي عدة في الوطن، فالدولة تبذل ما في الإمكان للسيطرة على أعداد الإصابات بالفيروس، بالرغم من إتاحة العلاج واللقاح بالمجان لجميع الفئات في المجتمع بما فيها المخالفين على أراضيها.
إن الوعي بحجم المشكلة وآثارها المترتبة مستقبلاً أهم من التغاضي لاستجلاب الراحة اللحظية، فيجب أن نساهم جميعاً في أمن وأمان المملكة ولو بالشيء القليل، حفظ الله وطننا الغالي وإياكم.
#وطن_بلا_مخالف