ميسون أبو بكر
ما أعذب الرياض، الرياض البهية التي هي وجهة عاشقيها من كل مكان، الرياض التي تزدحم بأهلها وزوارها على مدار العام وتزداد ازدحاماً في العطل والمناسبات.
الرياض التي أراقبها من نافذتي المطلة على الشمال طريق القصيم فيتجلى الطريق القادم منها وإليها كنهر مضيء من المركبات ليلاً في مشهد لا أفوت أن أجلس أمامه بالساعات لأرى تدفق الأنوار التي تؤنس ليل الرياض وقلبي.
للرياض 19 محافظة يقصد أهلها العاصمة سواء لزيارات الأهل أو التبضع والترفيه مما يجعلها تكتظ بالمركبات بأوقات العطلات بشكل كبير، والجهود المرورية الحثيثة تجعل الحركة سلسة والتواجد المكثف في الميدان لمركبات المرور والدوريات هو أمن واطمئنان لهذه المدينة المليونية، مما يجعلها تتميز عن باقي مدن العالم المكتظة، والتي تكثر فيها الحوادث والجرائم واختناقات المرور.
أفضل الانتهاء من مشاويري الفترة الصباحية وقبل أن يحل ليل الرياض وتكتظ بالسيارات لأنه يكون من الصعب علي العثور على موقف لسيارتي بسهولة سواء بالمولات أو محال -السوبرماركت-، ولعلها المرة الأولى التي أقضي الصيف داخل المملكة منذ عشرين عاماً، مما جعلني أشهد صيفها وبهجة الأسواق والمقاهي والمطاعم والأماكن الترفيهية.
في ظل نشاط السياحة الداخلية وكذلك الذين قصدوا الرياض من إخواننا في الخليج، في ظل كورونا التي ألزمت الناس ديارهم وحدت من سفرهم، وللتخفيف من الازدحام في الشوارع والمطاعم والأماكن الترفيهية ننتظر بتوق تلك المشاريع التي أطلقتها الرؤية كالقدية ومزيداً منها تكون مواقعها على مشارف الرياض مما يقصر المسافة على القادمين من المحافظات وتجنيبهم الزحمة في قلب العاصمة، دور سينما ومولات كبيرة ومطاعم ومقاه، فقد استغرقني مع الصديقات الانتظار ساعة لنحصل على طاولة في أحد المطاعم في قلب الرياض.
إنسان الرياض متذوق للطعام ذي الجودة العالية والقهوة والجلسات الجميلة مما جعل التنافس كبيراً لتقديم الأفضل وجذب الزبائن، وبإمكان هذه التجربة أن تنقل للشمال حيث المناطق السكنية الجديدة والشوارع الواسعة والقريبة على طريق القصيم، كذلك يمكن الاستفادة من مواقع المهرجانات الكبرى كالجنادرية ومهرجان الإبل والصقور لإقامة فعاليات شبابية وثقافية، كذلك الأندية الرياضية يمكن أن تقام بها بعض المباريات للشباب الهواة والذين يلعبون كرة القدم في الحواري التي قد تضيق بهم.
في زيارتي للمجمعة قبل أيام فرحت بهذه المحافظة التي تسعى للتجديد والتطور المستمر، وبافتتاح -المول- الكبير الذي ضم صالة سينما ومقاهي وملاعب أطفال وهي فرصة للمحافظات أن تحتوي على مراكز تجارية مماثلة تستقطب أهلها وزوارها.