د.شامان حامد
من دائرة التجاذبات السياسية، إلى دائرة التجاذبات الصحية في ظل محاولة العالم الانتعاش من الأزمة الاقتصادية الهائلة الناجمة عن فيروس كورونا، وصولاً لفتح مرحلة ثانية من التحقيق المُستقل الذي تنتظر البشرية خروجه لمعرفة من المُذنب في حقه حول منشأ الفيروس، ليقول الخبير الوبائي الإيرلندي مايكل رايان الذي يشرف منذ سنوات على برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية: «نتمنّى على وسائل الإعلام والدول وجميع المهتمّين بهذا الموضوع الفصل بين المصالح والاعتبارات السياسية حول منشأ الفيروس، فنحن منظمة حكومية دولية تعمل استناداً إلى القرائن والأساليب العلمية ونتصرّف بموجب توجيهات الدول الأعضاء. وإني أشكّ في أن الذين يطلقون الفرضيّات والنظريات قد اطّلعوا على التقارير والتوصيات والملاحق التي وضعتها بعثة الخبراء التي كلّفتها المنظمة التحقيق في منشأ الوباء، وأدعو الجميع إلى قراءتها بتمعّن»..
لعل ذلك قد يُخرجنا من دائرة التجاذبات السياسية إلى شاكلة إفساح المجال أمام العلماء للقيام بعملهم بكل تجرّد وموضوعية لاستخلاص العبر التي تساعدنا في عدم الوقوع بالأخطاء نفسها عندما نواجه أزمات صحية عالمية وجائحات أخرى في المستقبل، وإبعادها عن لعبة المصالح السياسية التي تؤخِّر تحقيق هذه الأهداف الإنسانية وحقوقها المقهورة من الدول الراعية لها، ليأتي احتفاء منظمة الصحة بالذكرى السنوية الأولى لإطلاق برنامج C-TAP لتقاسم المعارف وبراءات العلاج واللقاحات ضد فيروس كورونا المستجدّ، هدفاً إلى تيسير حصول العالم ماهية أو أسباب ذلك الوباء وكذلك أحقية الدول النامية والفقيرة في الحصول على المستلزمات الصحية والطبية اللازمة لمكافحة الوباء. وهو ما شاركت فيه عشرات الدول والشركات من غير شروط حصرية.. في وقت تصاعدت فيه الشكوك حول الصين، وآخرها ما نُشرتهُ صحيفة «تايمز» في تقرير لها أن الاستخبارات البريطانية تعتبر الآن أنه من «الممكن» تسرّب فيروس كورونا «SARS-CoV-2» من مختبر، بعدما كانت تعتبر في وقت سابق أن فرضية تسرب فيروس كورونا هذه ضعيفة، ولكن الآن تمت إعادة مراجعة هذا التقييم وفق دراسة للبروفيسور البريطاني، أنغوس دالغليش، وعالم الفيروسات النرويجي، بيرغر سورنسن، أنهما عثرا على دليل يثبت الأصل المختبري لفيروس كورونا، ويشيرا إلى وجود «تلاعب مُستهدف، بل وفي مارس الماضي، نشرت منظمة الصحة العالمية تقريراً لخبراء زاروا مدينة ووهان الصينية، وقد وصفوا فيه احتمال تسرّب الفيروس من مختبر صيني بأنه «مستبعد».. فأين الحقيقة؟ ومن يحمل وزر الإنسانية؟!