الإحسان عمل عظيم توفق إليه النفوس الكريمة وأصحاب الهمم العالية الذين جعلوا الدنيا في أيديهم لتسعدهم ولم يجعلوها في قلوبهم لتشقيهم... والحديث عن شخصية الأخوين عبد اللطيف ومحمد الفوزان هو حديث للتاريخ ليسطره حديثًا للوفاء في أسمى صوره، حديثًا للجود والإحسان في أبهى حلله، حديثًا للبذل والعطاء في أرقى مراتبه، حديثًا للأجيال لتقرأه وتستلهمه.. الشيخان الفوزان أُمَة في رَجُلِين سَخَّرا ما رزقهما الله في وجوه الخير والبر فلهما -بإذن الله- البشرى، إنهما ليصلان الرحم بالمودة والعطاء، ويصدقان الحديث في البيع والشراء، ويحملان الكَل عن الضعفاء والفقراء، ويُقْران الضيف بلا مَنّ ولا إيذاء، ويعينان على نوائب الحق في البأساء والضراء، تجارتهما لن تبور لأنها أجَلُّ التجارات وأعلاها وأفضلها، فهي تجارة مع الله {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} سورة فاطر (29-30)... الفوزان جَسَّدا معنى الوفاء والبذل والعطاء في أجمل الصور وأبهى الحلل، فترى عطاءاتهما في كل وجوه الخير تشهد بذلك المبرات وتنطق بذلك المبادرات في عمل خيري منظم مستديم كانت لهم فيه أروع البصمات، وفاؤهما لمحافظتهما هو أوفى الوفاء مستضيئين بمقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- (من لم يكن وفيًا لبلده لا يُنتظر منه وفاء لوطنه).
أسأل الله العظيم أن يخلف عليهما ما أنفقا طولاً في عمريهما وصحة في بدنيهما وبركة ونماء في أموالهما وصلاحًا في ذرياتهما وأن يحييهما في الدنيا حياة طيبة ويكتبهما في ديوان السعداء، ويجمعهما في الأخرى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والصالحين والشهداء يسعدان بالاجتماع بهم في جنات النعيم والأُنْس بقربهم في جوار رب العالمين وحسن أولئك رفيقًا.
خاتمة؛-
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
** **
- الزلفي