م/ نداء بن عامر الجليدي
بين الوقت والآخر نسمع عن مجهودات بعض شبابنا وشاباتنا المتطوعين لخدمة القطاع البلدي، وهذا جعل وزارة البلديات والإسكان تحرص على هذه الطاقات الشابة وتشجع الأمانات والبلديات لوضع مقرات او منصات لاحتواء ونمذجة هذه المجهودات، إن للعمل التطوعي مزايا عديدة منها إكساب المتطوعين خبرات ميدانية وإدارية في العمل الخيري والتنظيمي، وتوجيه الطاقات البشرية لصالح المجتمع من خلال بناء فريق العمل وتطوير الذات في جوانب متعددة تعود بالخير والنفع له ولمجتمعه المحيط من حوله، وأؤكد لك عزيزي القارئ بأن العمل التطوعي يشكل مقياساً من مقاييس تطور المجتمع ومدى وعيه وتفاعله في مختلف قضاياه، إلى جانب أنه يعد شكلاً من أشكال المشاركة باتخاذ القرار الجيد بين الفرد وصانع القرار، وأصبحت المجتمعات الأكثر تطوراً هي الأكثر احتفاء والأكثر اعتناء واحتواء للعمل التطوعي، ولكن الموضوع التطوعي لما يتعلق بالعمل البلدي لابد من النظر له بشكل أعمق من ذلك فهل تمت دراسة الدوافع التي تؤدي إلى التطوع من وجهات نظر عديدة، خصوصاً بأننا نتكلم عن جهة حكومية تقدم أكثر من 500 خدمة مؤقتة ودائمة لمناطقنا الحضرية. هل كانت هناك دراسات أو خطط تمكن من تحسين فهم المكونات الفردية والديناميكية والانعكاسية للتطوع، وهل هو فقط يربط التطوع بمفهوم الهوية أو هوية الدور من زيادة تعميق هذه المعرفة. ومع ذلك، لم نسمع عن دراسة حول الطريقة التي يدفع بها كل متطوع ويرتبط المتطوعون بهويتهم الشخصية على الأقل لتحدد المقاربات التي تربط بين الهوية والقيم والتطوع، وتقدم وجهات النظر النظرية للهوية المرتبطة بالقيم، ومن خلالها يمكن تقديم توصيات يمكن تفعيلها على المدى القريب في تكوين وتحديد مجموعات تطوع تعمل على دعم التوجهات الوطنية للتنمية، وتحد من تسرب قطاعات التطوع والمتطوعين في قنوات تتنافى مع تلك التوجهات كل هذه الجوانب هي الشيء الوحيد من وجهة نظري التي سوف يرتقي بالوعي حول أهمية المشاركة المجتمعية في الخدمات البلدية، وإتاحة الفرصة لمشاركة جميع شرائح المجتمع في الأعمال التطوعية خصوصاً ارتباط التطوع في الإسلام بواجب الفرد تجاه مجتمعه. وأحياناً يصل التطوع إلى حد الفريضة الملزمة، وذلك في الحالات التي عبر عنها الفقهاء بمفهوم «فروض الكفاية» وهو العمل الذي يجب على مجموعة مؤهلة التطوع به من أجل المجتمع ككل، ولكن إن لم يقم به أحد أصبح العمل المطلوب فرضاً ملزما، ويحاسب عليه الجميع إن لم يقم أحد بالتطوع لعمله, والذي أعرفه بأن وزارة البلديات كانت رائدة بتشجيع العمل التطوعي فقد ساهموا في العديد من الأنشطة والفعاليات التي تقيمها الوزارة، كأنشطة حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية والعديد من الأنشطة, ولكن العمل التطوعي يحتاج إلى دراسة آلية من خلالها يتضح دور وحجم الأعمال التطوعية في القطاع البلدي وهذا ما أتمنى أن تتبناه وزارة البلديات.. ودمتم بود.