يحضر اسم الأستاذ علي بن خضران القرني ضمن قوائم الرواد وفرق العمل الذهبية التي نحتت في الصخر، وأثبتت حضورها الشخصي في حقلها العلمي والإداري عبر عدد من الإمكانات والإنجازات.
فقد كانت بداياته الأولى في السبعينيات الهجرية، ثم تصاعد عطاؤه العلمي والإداري والأدبي، شاعراً كتب قصائده في المجالات المتنوعة، وقاصاً أنتج نصوصه المختلفة، إضافة إلى حضوره المستمر في مجال الإبداع المقالي.
كما قد راوح في عمله بين المسار الإداري والمسار الأدبي، ولئن برز في نطاق العمل الإداري بوصفه رجلاً من قيادات التعليم في منطقة الطائف، وترك بصمته في هذا الحقل المهم، وشكّل مع جيله مدرسة في القيادة لها نمطها وأعرافها، فلقد أثبت حضوره في الحركة الأدبية والمشهد الثقافي العام بوصفه من مؤسسي نادي الطائف الأدبي العريق الذي ما يزال عطاؤه ثرياً ومستمراً، وكان للكوكبة النبيلة التي أسسته فضل الريادة والإنجاز، ومنهم نائب الرئيس حينها الأستاذ علي بن خضران القرني، ويمكن النظر في مراحل العطاء الذي قدمها النادي لنتكشف طبيعة المرحلة وقادتها.
من جهة أخرى، فقد راوح الأستاذ علي في تآليفه بين الجانب النقدي والإبداعي، ومن مؤلفاته الثقافية والإبداعية (صور من المجتمع والحياة)، ومختاراته الشعرية (أبها في مرآة الشعر المعاصر)، و(قراءات عابرة)، و(خطرات فكر في رياض الشعر والنثر)، ولعل الكتاب الأبرز هو موسوعته المهمة وعنوانها: (من أدباء الطائف المعاصرين) التي ظهرت في طبعتين لتمثل مصدراً رئيساً في مجالها، وهي طائفة من الجهود التي أهَّلت سعادته ليحظى بمنزلة مهمة في الحركة الثقافية السعودية، فرُصدت تجربته في عدد من الأدلة والدراسات والتراجم، ونال التكريم والتقدير من جوائز وجهات عدة، ولعل هذا الملف الراصد هو نوع من أنواع الوفاء والتقدير لهذا الجيل الذي قدم وأعطى.
ومن القيم العليا في منهجه هو ما امتاز به من سمو الأخلاق، وطيب المعشر، ويظهر ذلك أيضاً مع الأجيال التي جاءت بعده، فظهر بهذه الصورة النبيلة، كما قد توفر للأستاذ علي - بحمد الله - من العطاء ما جعله يتكامل مع جهود أبنائه وتلامذته الذين وفقهم الله وساروا في طريق العلم والمعرفة، وهو ما يدعونا نحن أصدقاؤه وأبناء أصدقائه بأن نبتهل إلى الله أن يبارك في عمره وعمله، وأن يزيده في العطاء، وأن نحتفي به بوصفه أحد الذين ساهموا في تجربة البناء وبناء التجربة.
** **
د. عبدالله الوشمي - أكاديمي وشاعر ورئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً - أمين مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية