مثل الأديب الكاتب علي خضران القرني مرحلة مهمة في الحراك الأدبي والثقافي في مصيفنا الجميل، مدينة الطائف، حيث كان مؤثراً في ذلك الحراك على مدى أكثر من 30 عاماً، وكان راصداً جيداً لذلك الحراك من خلال مؤلفاته التي تناولت المؤلفين والكتاب السعوديين أبناء مدينة الطائف، في كتابه الموسوم بـ: (من أدباء الطائف المعاصرين) وكتبه الأربعة الأخرى.
وكان ذلك المؤلف على وجه التحديد يرصد مرحلة تاريخية في المحافظة الحالمة امتدت من السبعينات إلى نهاية القرن الميلادي الماضي.
هذا الرصد والتتبع يحكي قصة التحولات التي عاشتها الطائف في الجانب الثقافي حين كان يطلق على الكتاب وقتها (أدباء) وحين كانت الأندية الأدبية في ذروتها، حيث ساهم هو ومجموعة من الكتاب في الطائف في تأسيس نادي الطائف الأدبي في العام 1975م، وقبل أن تتحول هذه المنابر إلى أندية ثقافية والتي في طريقها نحو التحول إلى مراكز ثقافية شاملة، تتضمن كل فنون الثقافة بما فيها السينما والمسرح والفنون البصرية والموسيقية.
اليوم نشهد أن تلك الجهود التي قدمها ذلك الرعيل وعلى رأسهم أديبنا وأستاذنا علي خضران القرني تجني ثمارها وتدفع بالحراك الثقافي نحو الآفاق، لنجد أنفسنا أمام حراك مغاير ومتجدد في زمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تعنى بكافة الجوانب الفكرية والمعرفية والثقافية والترفيهية لنصل إلى الهدف الأسمى وهو جودة الحياة، حيث الفنون والثقافة تخلق ذلك الجو المنشود في حياتنا بشكل فاعل.
علي خضران القرني على المستوى الأخلاقي وعلى مستوى الدعم لأجيالنا كان مثالاً قيمياً متفرداً، فقد كان نبيلاً معطاءً محفزاً للأجيال اللاحقة، خلق فيهم روح العمل الإصرار وحب الوطن، وكنت أحد الذين تتلمذوا على يديه رعاه الله.
نسأل الله لأستاذنا الجليل أن يطيل الله في عمره وأن يكلل مساعيه بالتوفيق والسداد.
** **
د. خالد الخضري - خبير ومستشار إعلامي