اسم عرفته متألقاً في مجال الكلمة نثراً وشعراً وبحثاً ونقداً منذ فترة مبكرة، حينما بدأت دراستي في المعهد العلمي في الباحة، حيث كانت عيناي تعانقان صفحات الجرائد والمجلات التي تصل إلى مكتبة المعهد كل أسبوع، وكنت أقرأ اسم هذا الأديب في بعض تلك الصحف كاتباً أو قاصّاً أو شاعراً أو باحثاً ناقداً، ثم بدأت رحلة الأمسيات الشعرية وأنا طالب ثم معيد ثم أستاذ في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، وكان نصيب الطائف وناديها الأدبي من تلك الأمسيات نصيباً موفوراً لاسيما في الصيف ، وهناك كان الاقتراب من الأديب الأريب علي بن خضران القرني وفقه الله ورعاه. كان اهتمامه بشعري، وكتابته بعض المقالات عن قصائدي من أهم المحفّزات لشاعر في بداية انطلاقته الشعرية.
أخبرني ابنه الكريم خالد بن علي القرني، بأن والده كان يستصحبه مع إخوته صغاراً إلى أمسياتي الشعرية الصيفية في قاعة المعهد العلمي في الطائف، وكنت أسعد برؤية الأديب العزيز علي خضران القرني بين وقت وآخر.
أديب شاعر باحث أصيل، يعرف قيمة الكلمة وما تحمله من القيم والمبادئ والأخلاق، فالكلمة عنده مسؤولية فنية إبداعية ومسؤولية دينية أخلاقية، سيُسأل عنها صاحبها عند ربه «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد».
اختياراته الشعرية تدل على ذوقه الأدبي الأصيل، ودرايته النقدية العميقة.
والشاعر العربي يقول:
قد عرفناك باختيارك فينا
ودليلٌ على الكريم اختيارُهْ
يظهر ذلك في كتابه عن أبها في مرآة الشعر، وموسوعة أدباء الطائف.
تحية تقدير ومحبة مع دعاء صادق للأديب علي خضران القرني بالصحة والعافية والتوفيق.
** **
- د.عبدالرحمن صالح العشماوي