حجاب يحي الحازمي
لن آتي في هذه المشاركة (العجلى) بجديد إذا قلت بأن الأستاذ الصديق/ علي بن خضران القرني أديب كبير، وناقد بصير، وصاحب أسلوب مميز في نقداته الإبداعية، يقتنع به صاحب الأثر الإبداعي قبل قارئ طروحاته النقدية.. وهو في أطروحاته الإبداعية، أو الاجتماعية صاحب قلم سيّال يجري حبره عسلاً يستمتع به قارئ تلك الإبداعات والأطروحات المتنوعة، ولا يمل من تردادها.
والأستاذ علي خضران القرني صاحب خبرات تربوية وتعليمية وثقافية واسعة، ففي المجال التربوي كان مساعداً لمدير عام تعليم البنات بالطائف، أما في المجال الثقافي فهو عضو مؤسس بنادي الطائف الأدبي، وعضو مجلس إدارة (سابق) فيه، ونائباً لرئيس النادي، وكذلك عضو شرف في عدد من الأندية الأدبية الأخرى.
وهو صاحب حضور بهيَ في الساحة الثقافية منذ وقت مبكر جداً، وحتى الآن ما زال قلمه سيالاً، وفكره هطَالاً بأمطار العطاء الأدبي والفكري المميز الذي يمتع متابعيه ويخلب ألبابهم.. زادة الله تألقاً وإمتاعاً ومتعه بالصحة والعافية.
أصدر حتى الآن عدداً وافراً من المؤلفات القيًمة التي لا أظن أستاذنا: (علي خضران) جمع فيها ما يقارب (ثُمن) أو (عُشر) مشاركاته الأدبية، والنقدية، والإبداعية، التي نشر بعضها في الصحف وفي المجلات الرصينة (كمجلة المنهل الرائدة) التي استأثرت بجل عطاءاته الأدبية والنقدية، لذلك فقد كان وفياً لها ولصاحبها العلامة/ عبدالقدوس الأنصاري حينما قال: (تعد مجلة المنهل من المجلات الرائدة في تأسيس الحركة الأدبية والصحفية بالمملكة، وقد تخرج منها عديد من أرباب القلم في شتى التخصصات، ويقول في موقع آخر بوفاء نادر: (وصلتي بمجلة المنهل تمثل صلة التلميذ بأستاذه، فقد تتلمذت كغيري على يد سعادة الشيخ عبدالقدوس الأنصاري).
كما نشر بعض فصول كتبه التي أصدرها في عدد من المجلات الأدبية الرصينة، وفي عدد من صحف المملكة العربية السعودية وبخاصة المتميزة منها في ملاحقها الثقافية الفاعلة.
ولعلي أشير في هذه العجالة إلى كتاب مهم جداً يأتي – حسب تقديري - في مقدمة مؤلفات أديبنا الكبير المطبوعة - وكلها مهم - هو:
1) كتابه: (قراءات عابرة) الذي (درس) فيه واحداً وخمسين ديواناً شعرياً ومجموعة قصصية وكتاباً فكرياً أو نقدياً، أو ثقافياً، وجمع فيه فأوعى، وأعطى كل كتاب من تلك الكتب، أو الدواوين الشعرية، أو المجاميع القصصية حقه من الدراسات المعمقة الواعية (وليست قراءات عابرة) كما سماها (تواضعاً) في عنوان كتابه.
وحينما اخترت الإشارة إلى هذا الكتاب دون غيره من بقية كتبه الأدبية والنقدية والفكرية، والاجتماعية الكبيرة الأخرى، فإنما أردت أن اتخذه أنموذجاً يجد فيه قارئ هذه الورقة مثالاً حياً لتنوع عطاءات هذا الأديب الكبير واطلاعه الواسع وحسن اختياراته ورسوخ (قلمه) وروعة أسلوبه في طروحاته الأدبية والنقدية والإبداعية المتنوعة.
يقول أستاذنا/ علي خضران القرني في مقدمة كتابه هذا (بكل تواضع): (عزيزي القارئ.. هذه قراءات عابرة، ومطالعات سريعة في ألوان من كتب الأدب، والشعر، والقصة، وغيرها من الكتب الأخرى... ) ويستمر في تواضعه فيقول: (وهي – بطبيعه الحال- لا ترقى إلى مستوى النقد...).
ومع كل هذا التواضع استمع إليه وهو يقول في مقدمة حديثه عن ديوان (دماء الثلج) للشاعر: أحمد قران الزهراني: (تأبى الشاعرية المتأججة في شخصية صاحبها إلا أن تفصح عن نفسها ولو بعد حين، لأنها تولد معه وتواكب سني عمره عبر مراحل نشأته.. حتى تظهر على الملأ.. وتتسرب إلى أسماع الآخرين كهمسات الليل الهادئة) - إلى أن يقول: (والشاعر ابن بيئته ومجتمعه، يستقي أفكاره وأحاسيسه ومشاعره من واقعها ومعايشته لما يدور فيها).
- ويتحدث عن الشاعر الكبير/ محمد حسن فقي وعن بعض روائعه فيقول في مقدمة طويلة عن الشاعر وشعره: (ولست مبالغاً إذا قلت إن الشاعر (الفقي) بشعره وشاعريته يتصدر القمة بين شعراء اليوم.. فبالرغم من ثرائه الشعري فإن أسماعنا لا تمل شعره، فهو كالطائر الغريد الذي ينتقل بنا من غصن لآخر، ومن روضة لأخرى في تغاريد وألحان جميلة أخّاذة تستهوي الألباب...).
- وحين يتصل خيال الأستاذ الكبير علي خضران القرني بجازان الشعر، ينهمر شعوره بغناء شجي، يخلب الألباب ويمتع الوجدانات، فيقول الأديب الكبير الأستاذ/ علي خضران في مقدمة حديثه عن ديوان أحد شعراء جازان الشباب وهو الشاعر الرائع / محمد إبراهيم يعقوب، وبعد حديث طويل وجميل عن جازان الشعر يختار الأستاذ علي خضران القرني من ديوان الشاعر محمد يعقوب القصيدة المعنونة ب: (رهبة الظل) التي تحمل عنوان الديوان....)، ونحن هنا سنختار الأبيات الستة الأولى من أبيات هذا النص، التي يقول فيها الشاعر:
صحا بدء ترحالي وأدرك آخره
ولم يدر ما الذكرى ولا من يذاكره
على إثر ما همت به الريح.. طوفت
به الروح.. والزاد المسجى مشاعره
وبعد: فهذه لمحات عجلى عن علم كبير، وأديب وكاتب وناقد عظيم، هو الأستاذ علي خضران القرني.
القرني، وهي أسطر خجلى لا توفّيه حقه، وقد اخترت في هذه الأسطر إلقاء بعض الضوء على كتابه الرائع: (قراءات عابرة) الذي أهدانيه بخط يده إبان صدوره، الذي يضم بين جنباته جواهر ودررا!.
فله مني وافر الشكر وصادق الود وخالص الدعاء بأن يديم الله عليه ثوب الصحة والعافية ويحرسه بعنايته وتوفيقه وينفع به وبعلمه وبأدبه.
** **
- رئيس نادي جازان الأدبي سابقاً