كُنَّا نَرَى الأَشْوَاقَ فِي يَدِنَا
وَنَرَى تَصَارِيْحَ اللِّقَاءِ مُنَى
وَكَمِ اخْتَلَقْنَا فِيهِ مِنْ فُرَصٍ
صَمْتَانِ مِنْ أَرْوَاحِنَا مَعَنَا
تَتَحَدَّثِينَ بِغَيْرِ فَاتِحَةٍ
وَتُرَتِّلِينَ عَلَى صَفِيحِ غِنَا
تَتَقَدَّمِينَ بِكُلِّ لَافِتَةٍ
وَتُقَدِّمِينَ الشَّهْدَ وَاللَبَنَا
لَهْوًا أُنَادِمُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
عِشْنَا بِهَذَا فَتْرَةً زَمَنَا
وَاليَوْمَ لَا تَلْوِيْحَةٌ بِيَدٍ
تَلْوِيْحَةٌ يَا بِنْتُ تَسْتُرُنَا
مَنْ ذَاقَ بَعْدِي؟ لَسْتُ أَعْرِفُهُ
وَيّلِيْ عَلَى مَنْ ذَاقَ مِنْكِ هَنَا
أَحْيَا عَلَى ذِكْرَى مُمَزَّقَةٍ
أَبْنِيْ بِهَا الأَفْلَاكَ وَالمُدُنَا
أَشْعَلْتُ فِيْهَا العُمْرَ مُجْتَهِدًا
فَتَشَكَّلَتْ وَتَمَثْلَتْ وَطَنَا
مَنْ كُنْتِ؟ لَا أَدْرِي وَلِي زَمَنٌ
يَا فِتْنَتِي لَا أَحْسِبُ الزَّمَنَا
أَنَا وَاقِفٌ وَيَكَادُ يَتْرُكُنِي
لَا تَسْمَحِينَ لُهُ يُفَرِّقُنَا
** **
إبراهيم عبده نجمي - جازان