الحياة درس، وفي فهم الدرس حياة!
هذه الجائحة التي قدرّها الله فيها دروس لجميع العالمين.
وكل أقدار الله خير لمن تأمل وتدبر وتفكر.
الله نسأل أن تكون عاقبة أمورنا إلى خير وأن نشكر ربنا على هذا الخير.
بالمفهوم الواسع للشكر.
هي دروس عامة للمسلم والكافر، ودروس تخص الفرد والمجتمع المسلم.
إنَّ الإيمان بالقدر لا يعارض الأخذ بالأسباب المشروعة، بل الأسباب مقدَّرة أيضاً كالمسببات، فمن زعم أن الله تعالى قدّر النتائج والمسببات من غير مقدماتها وأسبابها، فقد ذهل عن حقيقة القدر.
مع الإيمان الجازم والاعتقاد الحازم بأن المسبب هو الله سبحانه وتعالى وما يصل إليه من المنفعة عند استعمالها هو بتقدير الله سبحانه وتعالى.
فإن شاء منح، وإن شاء منع وهو على كل شيء عليم حكيم قدير.
هذه مقدمة كانت في طريق، ولكن سبقتني من طريق آخر.!
الدرس 1
** من حسنات هذا الفايروس وأي أزمة أنها تقوي الضعيف وتدربنا على النظر في زوايا لم ندرك أهميتها وماهيتها.
وسُمِّيَ عام 1441 |2020 .
عام (البعد)، وأحب تسميته عام (قرب).!
هذه أول حسنات ومكاسب هذه الجائحة الربانية.
الدرس 2
** قمنا بعمل التدابير المتشددة للخارجين على النظام الصحي.
وهذا عمل صالح رائع جداً جداً.
وشكراً لكم العاملين بالقطاع الصحي رجالاً ونساءً وكتب أجرهم وحقق رجاءهم في الدارين.
أبطال الجيش الأبيض في جميع مواقعهم الذين تقدموا الصفوف الأولية بكل جسارة أمام هذه الجائحة التي حصدت أرواح ملايين البشر حول العالم واثقين بالله وإيمان راسخ بعد أخذهم بالأسباب المشروعة ثم بالعمل المؤسسي المنظم.
تحتاج أيضاً وزارات الإعلام إلى تدابير متشددة للخارجين على القيم في سبيل الحفاظ على روح العقيدة ومقاصد الشريعة وتماسك التلاحم الوطني لكل مجتمع.
إن الشارع ينتظر منهم الأخذ بهذه التدابير والخارجين عليها بصورة حازمة جداً جداً.
أَغلُوّ في مسار، وجفاء عن مسار؟!
لا ضرر ولا ضرار..
الدرس 3
** الأزمة لها وجهان (روحي - مادي)
هل نجح العالم الغربي في خطابه الإعلامي بعرض الوجه المادي للأزمة؟!
هل نجح العالم الإسلامي في عرض الوجه الروحي؟!
مَن نجح؟! وكيف؟!
الدرس 4
** طبيعي أن يتشابه المجتمع المسلم مع الحضارة الغربية في الوسائل والتدابير المادية.
هذا مشترك إنساني لا غضاضة فيه، ومصالح عليا يتطلع الجميع إليها ويتعاون فيها.
المؤمل لاحقاً المنافسة والإبداع في هذا المضمار والبحث في أسباب القوة لهؤلاء القوم.
ونحن على هذا قادرون إن شاء الله.
أما المضامين في التدابير الروحية،والاحترازات الشرعية كان المنتظر التمايز فيها؛ فالتعامل كان دون المستوى المطلوب والاعتراف بهذا أول خطوة على الطريق.
{فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
الدرس 5
** بعض الأقلام والأفهام التي مررت بقصد أو دون قصد لعقود طويلة التقليل والسخرية من شأن القاعدة الأصولية الفقهية العريقة.
(سد الذرائع).
أين هذه الأقلام والأفهام التي لم يسمع لها صوت مع هذه الجائحة والوقوف أمام التوجيهات التي سدت المباحات بل وصلت عند الواجبات كالصلوات حتى لا تفضي إلى مفسدة أو فعل محرم.
ومع هذا كانت هذه القاعدة الراسخة الراشدة بعد توفيق الله عاملاً قوياً في تقليل مخاطر الإصابة وأدرك غالب الناس أثرها وتعامل معها بما يجب، ووهبهم الله مع أسباب أخرى ما أرادوا والجزاء من جنس العمل.
فالأمر كما تقرره هذه القاعدة ليس بحسب مآل نية الفاعل، وإنما بحسب النتائج والغايات.
ومسألة الذرائع (سداً وفتحاً) خاضعة لقواعد الشرع وليس للأهواء التي ترد على أفهام هذه الأقلام. ردها الله لرشاده وهديه وطريقه القويم.
الدرس 6
** عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ قال ابتُلِينَا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالضَّرَّاءِ فصَبَرْنا، ثم ابتُلِينا بعدَه بالسَّرَّاءِ.
فلم نَصْبِرْ.
وجهان للأزمة.
السَّرَّاء هي الأشد.!
ذاك شأن يغفل الناس عنه.
هذا فِقه رجالاتنا الأوائل الأفاضل إن شاء الله نسير على خطاهم ونقتفي آثارهم.
الدرس 7
** سوف نكسب ولكن على القصير إذا تعاملنا مع هذه الجائحة على أنها اعتلال صحي فرطنا فيه، إما إذا نظرنا مع ما سبق على أنه اعتلال روحي فإنّ المكسب الذي سنحصل عليه وقتئذ إن شاء الله مكسب دنيوي وأخروي.
وسع الأفق لديك..
الدرس 8
** رسالة لجميع المجتمعات المسلمة:
حمل الناس على المبشرات والتفاؤل في موعود الله وتذكيرهم بلطفه وسعة فضله وأنه إذا أخذ من عباده القليل، أعطى لهم الكثير وزاد في إكرامهم إذا صبروا وآمنوا وذكروا.
وفي المقابل تحذيرهم من رب عذابه أليم، وأخذه شديد، لكل الناكصين الناكثين والجاحدين المجاهرين.
خطان متوازيان لا ينفكان.
هذا منهج قرآني راسخ.
الدرس 9
** كيف أبصر العالم أجمع خطر فيروس لا يرى بالعين فأسرع لمكافحته؟!
ولكنه لم يبصر فيروساً تراه عيونهم وتناقلتها وسائل تواصلهم ولم يزل.!
الدرس 10
(الإغراق) في الاحترازات المادية لمواجهة الوباء، دون (تكثيف) الإشارة إلى الاحترازات الشرعية الروحية هي معالجة ناقصة.
لا يكفي أن (نعود) بحذر، ونحن به (لا نعوذ).!
الدرس 11
** لا يهم هل هذا العمل مدبر؟!
سواء كان ذلك كذلك أم لم يكن؟!
يكفي أن نتيقن بأن الله -جل وعز- هو مدبر الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه.!
{وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}
الدرس 12
** درس (الوباء) عميق .. ولكنّ الغياب عن (الدرس) أعمق.!
لا تحسبوه شراً .. بل هو خير لكم لو كنتم تعقلون.
ربنا اكشف عنا هذا الوباء وأوبئة أخرى إنّا مؤمنون.
درس.!