إبراهيم بن سعد الماجد
يقولون إن -تويتر- كشف سطحية بعض الناس، وخاصة ممن كنا نحسبهم أصحاب ذوق، ورؤية، وبعد نظر، وقبل كل ذلك عقل.
وفي المقابل أقول: إن -تويتر- وهذه التغريدات التي تأتينا على مدار الساعة، اختصرت لنا الكثير من نشرات الأخبار، وصفحات الصحف، وربما 240 حرفًا أغنتنا عن 240 صفحة من كتاب !
تويتر استفاد منه كثير من الناس، في أمور دينهم ودنياهم، وتضرر منه آخرون.
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية -حفظه الله- غرّد قبل أيام بتغريدة أعتبرها تغريدة الموسم، وما ذلك إلا بما حملته من عبارات ذات بعد مهم، وقبل ذلك لهذه اللغة والسبك المتقن، الذي يجعلك تستمتع بقراءتها، بعيدًا عن المضمون، فكيف وقد جاء المضمون في أبهى صوره، وأجملها.!
(لكل ملهم إنجاز،، ولكل مقام مقال،، ولكل نجاح شكر وتقدير..
فجزيل الشكر نهديك،، وبأرواحنا نفديك،، ورب العرش يحميك #محمد_بن_سلمان)
تلك هي تغريدة سمو الأمير عبدالعزيز، والتي كما أسلفت جاءت بلغة جميلة، وسكب فائق الجودة، ورسالة معبرة عن ما يجيش به خاطر كل سعودي.
يقول مصطفى صادق الرافعي: (إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة. كيفما قلّبت أمر اللغة -من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها- وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها).
ويقول وليم ورك (إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر).
أردت من هذا الاستشهاد التأكيد على أهمية أن تكون كتاباتنا وتغريداتنا على وجه الخصوص، كون التغريدة محدودة الكلمات، مما يجعل العمل على إتقانها أمرًا ميسورًا للجميع.. أن تكون بلغة سليمة، وعبارات رصينة، ومدلولات ذات أهمية، لا أن تكون في لغتها سقيمة، وفي إملائها فضيحة، وفي دلالاتها تائهة.
تغريدة سمو الأمير عبدالعزيز، التي قرأتها أكثر من مرة، وكأنها لوحة فنية أتقن رسمها فنان ماهر، تؤكد على أن مقولة العرب الشهيرة «خير الكلام ما قلّ ودل» صادقة، وهذه التغريدة خير مثال.
قلت: اللغة.. أمن وطني.