د.عبدالعزيز الجار الله
تدخل بلادنا بعد أسابيع قليلة في منتصف شهر يوليو من كل عام موسم جني وحصاد (جداد) التمور، وهي أعراس 31 مليون نخلة بالمملكة حسب الإحصاء الأخيرة، حيث تقدم نخيل المملكة جناها وخيراتها العذوق والشماريخ وأحمال الرطب والتمر والخراف والحبات المنصفة والمذهبة والمذاقات المتنوعة والمستطابة، ليس وحده المزارع والفلاح ممن يحتفل بموسم الحصاد وجني المحصول.
ففي موسم أعراس النخيل تتحول مناطق المملكة إلى مصانع كبيرة وإلى خلايا دبس سائح يغمر التمور بسبب جودته ووفرة الإنتاج، فتتحول مدائن المملكة إلى مدن العطاء وخيرات النخيل:
- مدن منتجة تصدر الإنتاج وهي واحات قديمة عرفت في أقاليم المملكة، وتعود إلى عصور تاريخية منها المناطق التالية: الشرقية الأحساء، القصيم، المدينة المنورة، جنوب منطقة الرياض الخرج والحوطة، وبيشة، الجوف، ومناطق أخرى مثل تبوك ونجران.
- مدن دورها التسويق المحلي، حيث تعمل على تسويق الإنتاج على المناطق والمحافظات، منها: الرياض ومكة المكرمة والدمام وحائل وأبها ونجران عرعر.
- مدن تستهلك الإنتاج، وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة في مواسم رمضان والحج والعمرة وزيارات المسجد النبوي، كذلك مدينة الرياض التي يتجاوز تعدادها (8 ) ملايين، بالإضافة إلى مدن المملكة الأخرى.
- مدن تتولى الاستثمار الخارجي عبر شركات وطنية تصدر للخارج مثل الرياض والدمام وجدة وغيرها من مدن المعابر والموانئ.
- مدن تصنع منتوجات التمر والنخيل هي مصانع في الأحساء والقصيم والمدينة المنورة والخرج والجوف.
إذن معظم مدن ومحافظات المملكة تعمل خلال أشهر: يوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر. من كل عام على جني محصول التمور من مدن ومزارع التمور في الداخل، ويجري التسويق في الداخل والخارج عبر مصانع تعبئة وتخزين للتمور ومشتقاته من إنتاج متعدد.