عثمان بن حمد أباالخيل
سلوكيات الإنسان في الغالب ليست ثابتة، فهي تتغير حسب مراحل العمر لكن على وتيرة مختلفة من إنسان إلى آخر، هذا التغير يكمن في السلوك الاجتماعي بصفة عامة مع وجود سلوكيات أخرى، وهذا ما يسمى نقطة التحول من ناحية إيجابية أو ناحية سلبية وهي الأقل، هذه النقطة تغير حياة الإنسان كلها وتقلبها رأساً على عقب. نقطة التحول قد تكون حادثة أو جملة أو كتاب أو عبارة أو حادث سيارة أو منظر إنساني أو شجار عائلي أو مشهد تلفزيوني أو ذكريات من الماضي أو نزاع أو بيت شعر أو تأنيب الضمير أو أي حدث إنساني يترك ألماً عظيماً في نفس الإنسان.
كما ذكرت ليس دائماً التحول يكون إيجابياً، مثال ذلك الأشخاص الذين يصرون على التدخين وهو تحول سلبي، الزوج الذي يطلّق زوجته عاطفياً، أو الزوجة التي تُطلق زوجها عاطفياً، الأب الذي يضع الطفل الصغير في حضنه وهو يقود سيارته، الأم التي تُعوّد ابنتها الصغيرة على ارتداء الملابس غير المناسبة، الأب الذي يتصرف بطريقة غير مناسبة أمام فلذات كبدة. تمضي الحياة كخط مستقيم لسنوات ربما، إلى أن تأتي تلك اللحظة التي تصنع فارقًا في حياتك آجلًا أم عاجلاً، هكذا هي الحياة. بالنسبة لي نقطة التحوّل في حياتي كانت البدء في نشر مقالاتي الصحفية في الصحف المحلية التي انتظرت طويلاً إلى أن وصلت إلى نقطة التحول الإيجابية. عادة نقطة التحول لا تصنعها بل تحدث دون توقعات أو البحث عنها. ردة الفعل عند الإنسان تختلف حين يصل إلى نقطة التحول بالرغم من أنها نقطة إيجابية ولها أثر جميل في تفاصيل الحياة. تلفّت من حولك وراقب الناس ستجد هناك نقطة تحول أوصلتهم إلى النهاية الجميلة. لا أعتقد أن هناك نقطة واحدة للتحول في حياتي، وإنما هناك نقط كثيرة. بل إن حياة أي إنسان هي تحولات مستمرة، هل لديك نقطة تحول تعزو لها كل التغييرات الجذرية في حياتك؟ وهل مررت بمثل هذه التجربة، بأن تتحول أحوال حياتك بين لحظة وأخرى؟ قال تعالى في محكم كتابة (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11]
كما أن احترام الآخرين لك لا تطلب كذلك نقطة التحول، لا تطلب عادة لكنها قد تحدث حين طلبها، البعض للأسف يخاف حين يصل إلى نقطة التغيير الإيجابية وذلك بسبب الخوف من المجهول، الكسل، عدم الرغبة في الخروج من منطقة الراحة، الخوف من التغيير. اقتبس (ابدأ التغيير من داخلك، ثم اجعله كدائرة تتسع مع الوقت لتشمل جميع من حولك) المهاتما غاندي. همسة لأولئك الذين يرفضون التغيير حين تأتيهم الفرصة للتغيير الإيجابي لنْ يتغير حالكم وأنتم واقفون في أماكنكم، فعقارب الساعة لن تعود للوراء ودوران عجلة الحياة لن تتوقف كما توقفتم.