د.عبدالعزيز الجار الله
واجهت بلادنا خلال الأعوام القريبة أزمات كبيرة هددت الأمن الغذائي والصناعي والدوائي، واعتقد البعض أننا سنصل إلى كارثة تمس هذه الجوانب الثلاثة، الغذاء والصناعة والدواء، نقص المواد الغذائية وندرة الأدوية وانقطاعها، وتوقف المصانع وتعطل الصناعات الطاقة والنفط والتعدين والغاز.
فالأزمات التي مرت بها المملكة كانت متنوعة حسب الأحداث التي مرت بها منطقة الخليج العربي، هي:
- الربيع العربي من عام 2010م ومستمر حتى الآن في دول: سوريا والعراق ولبنان واليمن. مما أدى إلى خلل في التعاملات التجارية العربية، وخلل في ميزان التبادل التجاري الإقليمي والدولي بسبب الحروب.
- شبه توقف في الإنتاج الزراعي والحيواني خلال السنوات القليلة والأخيرة من: سوريا وتركيا والعراق. وهي التي كانت تغذي بلادنا بالمنتوجات الزراعية والحيوانية.
- بسبب المخدرات توقف التبادل التجاري بين بلادنا ولبنان، حيث تحول تصدير المواد الغذائية والعمارة والبناء إلى ناقلات للمخدرات، وتم وقف استيراد البضائع الزراعية والبناء من لبنان، وأغلقت المملكة ودول الخليج الحدود أمام البضائع اللبنانية.
- كورونا عطلت تجارة الناقلات التجارية البحرية والجوية والبرية، في الموانئ والمطارات والمنافذ البرية بين دول العالم وليس المملكة لوحدها، فكانت أزمة كورونا خانقة للاقتصاد المحلي، وضاعفت الهزات والثقل على الاقتصاد العالمي.
هذه الأزمات المتعددة كان يعتقد أنها ستضر مباشرة خلال العامين الماضيين بوفرة المواد الغذائية والدواء والصناعات النفطية والتعدينية في الداخل والسوق السعودي للإنتاج، لكن ثبت العكس، واتضح أن بلادنا تمتلك بنية تحتية متينة من الصناعات والزراعة، تمثل أمنا غذائيا طويلا، ومصانع ذات كفاءة عالية لا تهتز ولا تتوقف في الأزمات، وهذا ليس اكتشافا بل واقعا عشناه منذ الحرب العراقية الإيرانية عام 1980م وما تلاها من حروب الخليج 90/ 91/ 2003 وأحداث سبتمبر 2001م، رغم أنها فترات غير طويلة، لكن بلادنا تنبهت للمخاطر والأزمات وعملت في وقت مبكّر على توفير الأساسيات من الداخل حتى لا نصل إلى الهزات والتوقف.