علي الصحن
أعادت لنا بطولة أمم أوروبا الدائرة الرحى هذه الأيام بعضاً من كرة القدم، التي ذبلت وذاب الكثير من حسنها ومفاتنها بسبب جائحة كورونا، وفي بطولة أوروبا شاهدنا كرة القدم كما يجب أن تكون كرة القدم، وقدم لنا نجوم الكرة هناك الكثير من الإمتاع وما يرضي ذائقة عشاق الساحرة المستديرة، ونحن موعودون بالمزيد من الجمال في المراحل المتقدمة من البطولة.
بطولة أمم أوروبا هي الرقم (2) على مستوى العالم بعد المونديال، بل إن هناك الكثير من المتابعين من يقدمها عليه، ولاسيما وأن الإثارة في هذه البطولة تبدأ من الصافرة الأولى إلى الصافرة الأخيرة، ولأن جميع المنتخبات المشاركة في البطولة تسعى للقب، وجلها إن لم يكن كلها مرشحا قويا لتحقيقه وإن اختلفت نسب ذلك.
بطولة أمم أوروبا جاءت لنا في توقيت مناسب، وسط ليالي الصيف الساخنة، وخلال إجازة، وفي وقت توقف النشاط الكروي، مما منح الفرصة الكاملة لمشاهدة معظم المواجهات وإثارتها ومفاجآتها أيضاً، ومن كان يظن أنها فرصة للابتعاد عن كرة القدم وشئونها وشجونها خلال هذه الفترة، وجد نفسه مأسوراً بها من جديد مع أول لقطة يشاهدها في بطولة القارة العجوز.
في بطولة أمم أوروبا.. نشاهد نجوم كرة القدم وهم يتنافسون على الذهب، حيث يرى كل منهم زميله منافساً يجب تجاوزه، لا خصماً يجب القضاء عليه، لذا يندر أن نجد لاعباً يتعمد إصابة لاعب آخر، أو يسيء لثالث، أو يقوم بحركات خارج إطار المنافسة وفروسيتها.
وفي بطولة أمم أوروبا.. يلعبون لإمتاع أنفسهم وتقديم ومواهبهم وإمتاع النظارة في الملعب وخلف الشاشات، ويستثمرون الـ(90) دقيقة لهذا الغرض، فيندر أن تتوقف الكرة لسقوط لاعب، أو لخلاف بين آخرين، ويندر أن نشاهد من يضيع الوقت لأن فريقه متقدم بالنتيجة، وإن حدث هذا فبطريقة احترافية لا تسيء للكرة ولا تجلب الملل للمتابع.
وفي البطولة... شاهدنا كيف يتعامل الحكام مع تقنية VAR فالقرار مهما كانت أهميته يتم اتخاذه في بضع ثوان ومن خلال التواصل الصوتي في الغالب، ولو نشاهد حكما يذهب للشاشة ويمضي عدة دقائق في المشاهدة والمشاورة، ثم يتخذ قراراً خاطئاً، وفي نفس الوقت لم نشاهد لاعبين يلاحقون الحكام، ويحتجون على كل شيء، ويمثلون في كل كرة، ويطالبون بالعودة للتقنية بعد كل حدث!!
في بطولة أوروبا يستمتع المشاهدون، ويجب أن يتعلم اللاعبون، وهي فرصة للاستفادة من نجوم الكرة وكيف يتعاملون من الكرة والمنافسة والمنافس داخل الملعب وخارجه، هذه فرصة فمن يغتنم.
*****
- ووسط أجواء البطولة الكبرى... مازالت بعض البرامج تقدم نفسها في ذات القالب، ونفس الضيوف ونفس الأفكار، ونفس المواضيع، مازال الحديث عندهم عن زوايا مستهلكة ومكررة ومتناقضة لا يمكن أن تضيف للمشاهد أي شيء، وهنا لا أدري متى ستتطور هذه البرامج، وهل تعتقد أنها تصنع أثراً في الشارع؟
- وصافة آسيا فشل.. ووصافة سلة الخليج إنجاز... هكذا يؤكدون من حيث لا يعلمون أي قيمة للفريق الكبير.
- اللاعب الأجنبي قدم نفسه كما يجب، فهذه الثقافة تناسب فريقه ومدرجه.
- ناس تلعب كورة، وناس تستمتع بالكورة، وناس تلعب فيها الكورة!!