حكم إرسال الدعاء مكتوباً في مواقع التواصل الاجتماعي:
هذه المسألة تعتمد على قاعدة، وهي: أن الإشارة والكتابة تنزل منزلة المقول في خطاب التكليف عند وجود العذر، وتنزل منزلة المقول في خطاب الوضع ولو من غير عذر - إذا كانت مفهمة -. وقد سبق تقريرها في القواعد.
وفي مسألة: حكم رد السلام برسالة لمن أرسل عليك السلام برسالة أم يكفي التلفظ بالرد بدون إرسال وإبلاغ له بذلك:
وبناء على ذلك فإن الدعاء من خطاب التكليف لا الوضعي، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وفي الحديث (الدعاء عبادة)، وإذا كان كذلك فإن مجرد الكتابة بالدعاء للغير ولو مع إرساله مع عدم النطق به بدون عذر لا يعتبر دعاء شرعاً.
ولكن قد يتحقق به مقاصد أخرى حسنة، لما في إرسال الدعاء له مكتوباً من التودد والتحاب بين المسلمين، والمشاعر الطيبة تجاه من أرسل له الدعاء مكتوباً، ولكن حتى يكون دعاء شرعياً لا بد أن يتلفظ به من كان قادراً على النطق.
* وفي خطاب الوضع: من طلق زوجته بالإشارة المفهمة، طلقت وإن لم يتكلم.
* وفي خطاب التكليف عند وجود العذر: كمن أشار بالتسليم على الغير وهو في صلاته، أجزأت الإشارة، لوجود العذر حال رده السلام وهو كونه في صلاة، فقد روى أبوداود والترمذي عن ابن عمر، قال: قلت لبلال: كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول: هكذا، وبسط كفه). وفيه هشام بن سعد متكلم فيه من قبل حفظه، قال الحافظ ابن حجر (صدوق له أوهام) وله شاهد.
** **
د. محمد بن سعد الهليل العصيمي - كلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة