حمد بن عبدالله القاضي
منابر الجمعة من أهم المنابر التي تنشر تعاليم الدين وتبلور سماحة الإسلام وتشارك بتوعية الناس فيما يعنيهم بدينهم ودنياهم، وقد أحسنت وزارة الشؤون الإسلامية بتوجيه الخطباء أحيانا بطرح قضايا تهم الناس بصحة أبدانهم وأمن وطنهم وقيم مجتمعهم.
ويعظم أثر المنابر لأن كل أطياف المجتمع تحضر للجمعة من كبار وصغار ومتعلمين وغيرهم ومن شرائح لا تدخل المواقع ولا تقرأ الصحف، ولذا فإن ما تطرحه منابر الجمعة يصل للجميع ويحقق التوعية الشاملة.
وأضرب مثلا بجائحة كورونا حين وجه وزير الشؤون الإسلامية د/ عبداللطيف آل الشيخ بالتوعية حول الاحترازات للحد من انتشار هذا الوباء، فكان لخطب الجمعة دور كبير في نشر خطاب توعوي بعد طرح الخطباء للموضوع وتناول الاحترازات وضرورتها للوقاية من الوباء.
وهناك غيرها من قضايا مجتمعية سبقتها بالتناول فكان لها الأثر الجليّ فيما ينفع الناس والوطن.
ولعل الوزارة تستمر على هذا النهج الصائب فكثير من الأمور يحسن التوعية حولها بالمنابر الجُمعية مثل السلامة بالطرق لتجنب الحوادث والتوعية عن الشائعات والحد منها وآثارها السلبية في ترويع الناس والإضرار بالوطن، فهذه وأمثالها يشكّل نشر الوعي حولها دوراً كبيراً بتقليصها والقضاء عليها.
حفظ الله هذا الوطن: عقيدةً وقيادةً ومواطنين وأمنًا وارفًا ونماءً مزدهرًا.
* * *
=2=
كلمة السر: أَصبر أنا..!.
كلمة بسيطة لكن لها دلالات ومعطيات اقتصادية مهمة تفضي إلى الارتياح والعيش دون مطاردة البنوك والدائنين!. لو أخذ بها كل واحد ما كانت هناك ديون أو شكاوى.
أصبر أنا.. قاعدة اقتصادية وردت بهذه القصة الواقعية التي تتبلّج صدقا وحكمة ونظرة عميقة للمستقبل.
«ذهب رجل إلى سوق «المجلس» الذي كان أهم سوق بزمن مضى بمحافظة عنيزة وكان يريد شراء لوازم لبيته. فاشترى الضروري منها بما معه من نقود.
فقال له البائع: كمّل حاجتك من المقاضي.
قال: ما معي نقود تكفي
رد البائع: خذ وأصبر عليك
فقال الرجل: ما يحتاج (أصبر أنا)».
لا أحتاج لكثير تعليق على هذه القصة الواقعية التي تبلور قناعة هذا المشتري ونهجه بالترشيد وبُعد نظره بعدم تحمّل دين يثقل كاهله. فكلمة «أصبر أنا» تختزل كل تعليق وتغني عن أي حديث!
و»الصبر» ليس بالشأن المادي فقط، بل بكل أمور الحياة وبالتعامل مع الناس يحتاج إلى كلمة السر «أَصبر» فيرتاح ويرتاحون.
لكن لا يُلقّاها إلا ذو حظ عظيم.. اللهم اجعلنا منهم.
* * *
=3=
آخر الجداول
بيتان يتألّقان أملاً ويتدفّقان ضوءاً للشاعر الكبير الراحل عبدالله بن خميس:
وما ليَ لا ألقى زماني بمُغدق
من الفأل ما استقبلتُ منه وما مرّا
فما العيش لولا الفأل إلا منغَّص
بجيشِ هموم كلّ آونة تَترى