عثمان بن حمد أباالخيل
الأطفال (بنين وبنات) هم البنية الأساسية لكل مجتمع، وهم في الصغر يشبهون جهاز الحاسب الآلي الجديد أو العجين أو حتى الصلصال الذي يمكنك تشكيله كيف تشاء، وعلى الوالدين تقع مسؤولية تربيتهم وتنشئتهم مختلفة، ولكن يقع الكثير والكثير من الآباء والأمهات في ارتكاب أخطاء في التعليم في هذه المرحلة العمرية التي يحتاج بها مخ الطفل لتفاعل الوالدين معهم، وتخزين ما يفيد، ونبذ الضار من السلوكيات التي يرتكبها الآباء والأمهات على وجه الخصوص.
إن كلمات وعبارات وإماءات الأمهات لها الوقع الأكيد على الأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية. (تـحطِيم الأطفَـال في الصِغر. يقتلهم عِند الكِبر) حقيقة ملموسة لا يحجبها أي حاجب راقبوا سلوكيات المراهقين وصغار السن، وابحثوا واسألوا لماذا هذا السلوك غير السوي، لا شك أن التربية السيئة في الصغر والعلاقات بين الزوجين، فالأطفال يدركون ما يدور ما حولهم ويؤثر بهم.
تربية الطفل عمل شاق، وجهد يحتاج إلى وقت، وهي مهمة ليست سهلة كما تستسهلها بعض الأمهات، للأسف بعض الأمهات تحتاج إلى تعليم ماهية تربية الأطفال والابتعاد عن الإهانة والشتم والسخرية والوعود الكاذبة والألفاظ الجارحة، معتقدين أن الطفل لا يفهمها، وهو في الواقع يخزنها في الذاكرة المخ. تكرار الإهانة والشتم تجعل منه إنساناً محطماً في الكبر، تجعله محبطاً، ومنكسراً. أيتها الأم لا تكذبي على طفلك ولا تتجاهلي ما يحب ولا تبالغي في العقاب ولا تسمعيه العبارات المؤذية التي تحطم مشاعره. طفلك في هذه المرحلة يحتاج إلى الحنان والأمومة والاحترام، نعم الاحترام الذي سوف يجعل منه إنساناً محترماً ويحترم الآخرين. أستغرب من الأمهات اللاتي يزرعن الشعير، وينتظرن أن يحصدن القمح.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، أَبْصَرَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ». وفي رواية لمسلم عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ له: (وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللهُ نَزَعَ مِنْكُمُ الرَّحْمَةَ). ديننا الإسلامي دين الرحمة فكيف مع الأطفال الذين هم بحاجة الى جوانب مختلفة من التربية ومنها التربية الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربية الاجتماعية. الأمهات هن المسؤولات عن تربية الطفل الذي هو عماد المستقبل. والتربية فن تحتاج الأم وأم المستقبل أن تتعلم كيف تربي الطفل حتى نرقى بسلوكيات الطفل الذي سيصبح إنساناً كاملاً في مجتمعه.
إن العنف اللفظي وهو عنف نفسي وعاطفي من حيث التأثير إنه الأصعب والأكثر إيلاماً على نفسية الطفل، مقارنة بالعنف البدني الذي قد يزول بمرور الوقت، وأستغرب من أم تنهال على طفلها بالشتم والألفاظ الغريبة، ألا تعلم أنها حطّمت إنساناً سيثمر ذلك في المستقبل. ومع هذا الأم هي نبع الحنان ومصدر السعادة فهي العاطفة وكل شعور جميل، حيث إنها تضحي بحياتها من أجل فلذات كبدها، الأم أقتبس (ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم) وليم شكسبير، وأنا أقول (الأم هي التي تنجب العظماء من الرجال والنساء في المستقبل حين تربيهم التربية الإسلامية).