د. صالح بكر الطيار
استأثرت زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق للسعودية بنصيب الأسد من أحداث متعددة حيث تناقلتها وسائل الإعلام منذ وقت باكر راصدة مستوى الزيارة التي تعد الأولى للسلطان للسعودية وله خارج بلاده منذ توليه مقاليد الحكم بعد دعوة من زعيم البيت الخليجي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لتكون السعودية محطته الأولى.
وبقراءة مستفيضة للزيارة التاريخية فإن ذلك يعكس مستوى العلاقات بين البلدين وفجر جديد لها في ظل ارتفاع متزايد لمستوى التعاون التجاري حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في الربع الأول من العام الجاري 2021 إلى أكثر من ملياري ريال في حين بلغت الصادرات السعودية غير النفطية الى عمان حوالي 1.16 مليار دولار، وهذا يؤكد أن هذه الزيارة جاءت لإكمال مسيرة التعاون المثمر الكبير الممتد عبر التاريخ بين البلدين وعلى مر العصور الأمر الذي ينبىء بارتفاع في مستوى التعاون الاقتصادي وفتح مجالات كبيرة ومتنوعة للاستثمارات المتبادلة بين البلدين والتي ستشهد وفق المؤشرات الأولية تطورا مذهلا في حجم الاستثمار الثنائي نظراً لما تتمتع به الدولتان من مقومات في مجال السياحة والآثار والصناعة والتجارة وغيرها..
هذه الدعوة الكريمة من الملك سلمان تؤكد حرصه واهتمامه الكبيرين على مصالح الحكومات والشعوب الخليجية وأيضا رسم ملامح متجددة من العلاقات الثنائية ورفع مستوى التعاون في كل الميادين الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والسياحية إضافة إلى توجيهاته- حفظه الله- التي تصب في وحدة وقوة واتحاد البيت الخليجي وفتح مسارات مستديمة من التكامل والتعاون والتعاضد بين بلدان الخليج بما يسهم في ازدهارها ونمائها وتقدمها وتحقيق أهداف شعوبها وطموحات حكوماتها.
زيارة ميمونة تجسد علاقة البلدين والحكومتين والشعبين تاريخياً وسياسياً وتنموياً واقتصادياً بما يحقق المصالح المشتركة وينمي التعاون المتميز.