«الجزيرة» - واس:
صورة فوتوغرافية أو لقطة فيديو قصيرة ترصد جزءاً من مشهد يتكرر على مدار الساعة، لتطهير وتنظيف المسجدين الحرام والنبوي، إضافة إلى المشاعر المقدسة، تجلب لها في دقائق آلاف الإعجابات والتداول. لكن المشهد الذي قد لا تدركه العين البشرية ولا عدسات المصورين هو التعقيم والتطهير باستخدام تقنية «النانو» وذلك لمكافحة التلوث الميكروبي بأسطح المرافق في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.
تعتمد فكرة التعقيم طويل المدى باستخدام تقنية النانو على التحفيز الضوئي لثاني أكسيد التيتانيوم المنشط في الأشعة فوق البنفسجية لقتل الميكروبات وإزالة الروائح والمواد العضوية العالقة ومنع تراكم الأتربة على أسطح دورات المياه وأماكن التجمعات قد تصل إلى عدد من السنوات. وضمن دراساته العلمية المتعددة، أجرى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة دراسة حول جدوى مكافحة التلوث الميكروبي في أسطح مرافق المسجد الحرام بالاستفادة من تقنية النانو (مواد النانو) في التطهير الذاتي والمستمر لأسطح المرافق. وتبدأ عملية التطهير من خلال طلاء مادة ثاني أكسيد التيتانيوم النانوية للحد من التلوث ونقل العدوى من دورات مياه بساحات المسجد الحرام، حيث تم استخدام مادة ثاني أكسيد التيتانيوم ممثلة في منتج الـ (MVX) برشها كطبقة دقيقة شفافة على جدران وأسطح دورات المياه والساحات لمرة واحدة ومن ثم أخذ مسحات من جدران وأسطح دورات المياه وكذلك مخارج الدورات في الساحات قبل طلاء المادة كعينات ضابطة (control samples) بالإضافة إلى أخذ مسحات أخرى بعد طلاء المادة على فترات مستمرة وتقييم فعالية المادة النانونية.
أشارت نتائج الدراسة إلى وجود نقص كبير في العد البكتيري في كل عينات الدراسة التي تلت الطلاء مما يؤكد فعالية وتأثير المادة في الحد من النمو الميكروبي الذي بلغ في بعض الأسطح أكثر مما بين 80 في المائة إلى 96.6 في المائة خلال فترة الدراسة حتى سنة كاملة، كما لوحظ كذلك أن هناك ثباتاً أو زيادة في العد البكتيري للعينات الضابطة.
وخلصت الدراسة إلى أن تقنية النانو لثاني أكسيد التيتانيوم من خلال المنتج (MVX) لها تأثير كبير في تعقيم أسطح دورات المياه ضد البكتيريا على المدى البعيد من طلاء المادة للمواقع المعالجة، وقد ثبت مدى مقاومتها وثباتها لإجراءات أعمال النظافة اليومية. وأوصت الدراسة باستخدام تقنية النانو كمطهر لأسطح دورات المياه على المدى البعيد وبقية أسطح المرافق الأخرى كالجدران وكسوة الكعبة والفرش والحاويات.