م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- الفيل، هذا الكائن الضخم الذي يفوق الإنسان وزناً وحجماً بأكثر من مائتي مرة.. دَجَّنه الإنسان فصار مركباً سهلاً ووسيلة نقل وسحب طيعة في يد أي طفل يقوده.. فكيف دجن مخلوق قزم آخر عملاقاً ولماذا استسلم العملاق للاستعباد؟
يُذكر أن الهنود إذا أرادوا عسف فيل وتدجينه يحفرون حفرة كبيرة يدفعون إليها الفيل إذا كان كبيراً.. ثم يتناوله صبية القرية ورجالها ونساؤها بالرجم والأذية والتجويع والتعطيش لعدة أيام.. ثم ينزل إليه رجل بزي ملون مختلف عن بقية الراجمين فيقدم له الماء والطعام ويطبب جراحه إن كان قد أصيب.. وبعد عدة أيام يأخذ بخطامه كفيل معسوف مذعور من الناس.. ويأنس بصاحبه ويحس أنه تحت حمايته من هؤلاء الأشرار الذين أذاقوه البلاء وآذوه عدة أيام لولا هذا الرجل ذو اللباس الملون.. أما إذا كان الفيل وليداً فإنهم يربطون يديه ورجليه بحبل قوي يكفي لفيل صغير بحيث يقف وينتقل ببطء ويكبر على هذا.. وحينما يصبح في أوج قوته يبقى على ظنه بأن الحبل الذي كان يعيقه في صغره هو ذات الحبل الذي يستطيع أن يعيقه اليوم.. فلا يحاول قطعه وقد أصبح فيلاً بجسم عملاق والحبل بالنسبة له بمثابة خيط واهٍ.. ومع هذا فلا يبذل المحاولة ويستمر إحساسه بالهزيمة من ذلك الحبل المعيق.
2- النسر هو الأطول عمراً بين الطيور.. حيث يصل عمره إلى (70) سنة.. ويقال إن النسور حينما تبلغ الأربعين تتخذ أصعب قرار تغيير في حياتها.. قرار يعني إما استكمال النصف الثاني من العمر أو الموت.. فالنسور في سن الأربعين يبدأ المنقار لديها في التقوس فيصعب استخدامه في الصيد.. ويتيبس الجناحان بريش كبير كثيف مما يصعب عليها الطيران.. وتطول مخالبها فلا تعد قادرة على الإمساك بالفريسة.. وهنا يصبح أمام النسور خياران لا ثالث لهما.. إما الموت، أو الصعود إلى قمة شاهقة وتخوض عملية تغيير موجعة تبدأ بنتف ريشها القديم.. ثم قلع أظافرها الطويلة.. ثم ضرب منقارها المقوس في حجر حتى تكسره.. ثم تلبث في عشها المنفرد قرابة خمسة أشهر حتى ينبت لها ريش جديد وأظافر جديدة ومنقار جديد فتعود شابة لكن بتجربة وخبرة طويلة.. وتبدأ حياتها الجديدة التي ستمتد ثلاثين سنة أخرى!
3- في الحيوانات عبر لأولي الألباب.