حمد بن عبدالله القاضي
* لا نشهد بهذا نحن السعوديين فقط، لكن شهد المراقبون والعالم الذين شاهدوا الحجاج، الذين شكَّلوا 153 جنسية مثَّلوا نحو ملياري مسلم في كل أرجاء الكون.. رأوهم وهم يؤدُّون مناسكهم بالمشاعر والحرم والطرق وهم مطمئنُّون لما رأوا من الاحترازات الكبيرة والمتميِّزة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم وقد ظهر ذلك أمام العالم عبر قنواتنا التلفزيونية والقنوات العالمية.
***
رغم الجائحة لم يتوقف الحج
إن السعودية بإمكانها - كما قال أحد الكُتَّاب الغربيين- ألاَّ يقام موسم الحج بحكم ظروف كورونا ومتحوِّراته، لكن المملكة رأت عدم انقطاع موسم الحج عاماً واحداً وهيَّأت كل الإمكانات وطبقت كل المعايير الصحية.
وكما نجح موسم حج العام الماضي ها هو - بحمد الله- موسم هذا العام يحقق نجاحاً مشهوداً، فالكل أدى نسكه بسلامة وعافية.
***
لهذا نجح موسم الحج
* كان العمل كبيراً ودقيقاً في موسم حج هذا العام الاستثنائي، فهو يأتي في ظروف صعبة بجائحة كورونا ومتحوراته مما يلزم الحفاظ والمتابعة لكل حاج ليؤدي نسكه مع اتباع وعدم مخالفة البروتوكولات الطبية
وقد تحقق موسم ناجح صحياً وأمنياً وخدمياً بعون الله أولاً ثم بالاهتمام والمتابعة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.
وبتوفير كل الامكانات وباقتدار كفاءات الوطن في الأجهزة الحكومية المسؤولة عن الحج وسلامة الحجيج فتم الحج والحجاج بأفضل حالات السلامة والاطمئنان والحمد لله.
***
وزارة الحج عمل طوال العام وبطاقة ذكية لكل حاج
وزارة الحج والعمرة المسؤولة المباشرة كانت تعمل منذ انتهاء موسم الحج الماضي لتحقيق شعار «بسلام آمنين» سواء بالتنظيمات والترتيبات المسبقة بالحج والمساكن أو ما يتعلق بالخدمات الميدانية والإلكترونية التي تمت عن طريقها كل الإجراءات التي يطلبها الحاج من تقديمه للحج وانتهاء بتنفيذ الإجراءات، وتم تحديد عدد الحجاج وأعمارهم ووضعهم الصحي واشتراط أن يكون كل حاج محصناً الخ وقد لقيت هذه التنظيمات تأييد العالم الإسلامي.
وكان من أميز ما قدمته الوزارة «بطاقة الحج الذكية» التي يسرت للحجاج كل خدماتهم ومتطلباتهم كدخول المخيمات والتنقل وتوقيت الحشود وإرشاد الحجيج وهي بطاقة موحدة لكل حاج، كما أوضح ذلك معالي نائب وزير الحج د. عبدالفتاح مشاط.
***
رئاسة شؤون الحرمين: تنظيمات وتجهيزات والذكاء الاصطناعي
إذا ما جئنا لرئاسة الحرمين، فبدعم خادم الحرمين وولي عهده، قامت بمهماتها العظيمة بأداء الحجاج مناسكهم ببيت الله الحرام من طواف وسعي وصلاة الخ وكيف حققت كل ما جعل الحجاج يؤدون مناسكهم بالحرم بتنظيم مريح حقق السلامة للحجيج ليقوموا بأداء عباداتهم بفضل الله ثم الإمكانات والأعداد الكبيرة التي تخدمهم وتحافظ عليهم مع حسن وفادة وسقاية ببيت الله الحرام بدءاً من تطهير وتعقيم كل بقعة بالمسجد الحرام بكل الأوقات ومروراً بتفويج الدخول للحرم بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة ثم الطواف الذي تم تنظيمه عبر مسارات طبقت فيها كل الاحترازات، ولمزيد من سلامتهم وفرت رئاسة شؤون الحرمين ماء زمزم بأحدث طرق التقنية «ريبورتات» تدور بين المصلين وتوزع عليهم القوارير دون أن تمسَّها الأيدي- فضلا عن العناية بصحتهم وحمايتهم من الشمس بتوزيع مظلات عليهم، وكما نجحت بمواسم العمرة نجحت في موسم الحج.
***
الخدمات الصحية حققت سلامة الحجاج وصحتهم.
لو نظرنا للخدمات الصحية فقد وفرت الحكومة لوزارة الصحة كل الإمكانات والأجهزة لمتابعة أي حالة صحية وخاصة ما يتعلق بكورونا كما ثمنتها المنظمات الصحية العالمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.
وقد رأينا كيف يؤدى منسوبو وزارة الصحة مسؤولياتهم الصحية للحجاج بتفان ولم تظهر حالة تؤثر في سلامة الحج أو استكمال أداء مناسك أي حاج فالمستشفيات وصل عددها لـ13 مستشفى بالمشاعر وبالحرم ووجدت فيها قدرات طبية وتمريضية متمرسة.
***
حج بمظلة أمن وارف
* وماذا عن الأمن؟
لعل أغلى ما على الحاج هو المناخ الآمن وقد حققت وزارة الداخلية ذلك بأجهزتها من أمن عام ومرور وغيرها بحمد الله فكان «الأمن» الذي اطمأن فيه كل حاج ليبقى متفرغاً للعبادة والنسك لا يخاف شيئاً إلا الله فهو بالبلد الذي جعله الله آمنا ورزقه قيادة رشيدة جعلت أمن وخدمات ضيوف الرحمن أكبر أهدافها وتخلى قائدها عن ألقاب الدنيا واكتفى بلقب خادم الحرمين.. وحسبه شرفاً وفخراً.
***
وفرة المواد التموينية والنظافة بمكة والمشاعر الفائقة
وأما عن المواد التموينية فقد كانت متوافرة بكل موقع ومشعر وذات جودة وتمت مراقبتها صحياً.
وكانت خدمات النظافة العالية والتنظيف على مدار الساعة بمكة والمنطقة المركزية وبالمشاعر وكل مكان بخير البقاع.
***
وأخيراً لقد استطاعت وسائل إعلامنا أن تنقل للعالم مشاهد الحج التي بلورت الصور المنقولة للعالم ما هيأته الحكومة السعودية من إمكانات كبرى حققت نجاح الحج.
***
وبعد..
حمداً لله على هذا النجاح الاستثنائي الذي يبتغي به هذا الوطن قيادة وشعباً وجه الله منذ شرف الله هذا الوطن بخدمة الحرمين وضيوفهما وقد تجلي ذلك بخاصة عامي كورونا فقد ثبت للعالم أن المملكة قادرة على خدمة ضيوف الرحمن بالحج والعمرة و بكل وقت وبكل الظروف مسخِّرة كل ما وهبها الله لهذه الغاية السامية منذ تأسيسها وحتى هذا العهد الزاهر.