الأسرة هي حجر الزاوية والعمود الفقري لأفرادها، فالطفل أو الأطفال يولدون من بطون أمهاتهم لا يعرفون شيئاً سوى الصراخ احتجاجاً على هذه الحياة كما يقول علماء النفس لكنهم يولدون على الفطرة سواء كانوا في مجتمع إسلامي - أو يهودي - أو مسيحي - أو وثني ... إلخ يولودون على فطرة الإسلام، فطرة الله التي فطر الناس عليها، فطرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فأبواه يهوّدناه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، فنحمد الله أن من يولد في مجتمعنا المسلم ينشأ على هذه الملة والفطرة الإسلامية الصحيحة فيرضع تنشئته من أسرته ويكون كالأسفنجة يمتص موروثه من عادات وتقاليد إسلامية صحيحة من أفراد أسرته ويمر بمرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة - ومرحلة الشباب والرجولة والكهولة حتى يتوفاه الله.
فإن كانت الأسرة تهتم به وتغرس فيه المحبة والعطف والحنان والمسار الصحيح أصبح عضواً نافعاً لنفسه وأسرته ومجتمعه وشق طريقة في الحياة متسلحاً بالعلم والمعرفة.
ولكن قد يواجه صعوبات ومنغصات في مفترق الطرق في بداية تنشئته وحياته وقد يتعثّر في مسيرته هذه، وهنا مربط الفرس ويأتي دور الأسرة في الوقوف معه لبحث أسباب هذا التعثّر ومن ثم معرفتها وبحثها لتصحيح مساره للوقوف على أرجله وقد يمر أكثر في بعض المواقف السلبية لكن لا بد من دور الأسرة المتمثّل في الأب والأم جنباً إلى جنب معه ومراقبته بطريقة غير مباشرة حتى لا يحس أنه مراقب في كل كبيرة وصغيرة يسلكها ولكي يشعر بأنه موضع الثقة والتقدير والاحترام في سلوكه ودراسته وتعليمه، هنا يكون دور الأسرة في حماية أفرادها.
أما إذا أهمل في طفولته المتأخرة وشبابه وفي سن المراهقة وترك له الحبل على الغارب دون توجيه أو ملاحظة في هذه الفترة من عمره هذه الفترة الحساسة فإن سلوكه سوف ينفلت سلباً يصعب معالجته إلا من رحم ربي، وقد يلجأ إلى رفاق سوء الذين يزيِّنون له بعض المواقف فيقع في السلوك السلبي والانحراف لأنه في فترة من عمره يفضل اللذة العاجلة التي لا يعرف عواقبها، فيا أيتها الأسر باعتباركم خط الدفاع الأول اهتموا بأبنائكم ولا تهملوهم ولاحظوهم وراقبوهم حق المراقبة حتى يعودوا إلى كنف الأسرة والمجتمع ويصبحوا نافعين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ويصبحوا أعضاء نافعين لمجتمعهم يشاركون في تنميته وتطويره، وتكون الأسرة هنا قد أدت دورها في حماية أفرادها ورعايتهم وتنشئتهم.
** **
- خبير اجتماعي