عبد الاله بن سعود السعدون
يتوقع الكثير من المحللين السياسيين والمعنيين في الشأن العراقي انفراجاً واسعاً في المشهد السياسي في الشارع العراقي إثر نتائج الحوار الإستراتيجي العراقي - الأمريكي المنبثق عن الاتفاقية الإستراتيجية بين البلدين الشريكين والتي عقدت في عام 2008م، وعلى أثرها انسحبت القوات القتالية الأمريكية من أرض الرافدين عام 2011م بعد نهاية مساهمتها في مقاتلة عصابة داعش..
وتأتي زيارة الرئيس مصطفى الكاظمي لواشنطن يوم الاثنين السادس والعشرين من شهر يوليو الحالي بناءً لدعوة رسمية، من الرئيس الأمريكي بايدن والتي يصفها الإعلام الإقليمي والعالمي بالتاريخية لأهميتها برسم خريطة طريق جديدة للعلاقات الإستراتيجية المستقبلية السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين الصديقين. وقد أدار الدكتور فؤاد حسين وزير الخارجية بنجاح واضح الجولة الرابعة للحوار الإستراتيجي العراقي -الأمريكي والوصول لنتائج إيجابية ترعى مصالح العراق في المجالات الاقتصادية واحترام السيادة العراقية في مجال الوجود العسكري القتالي الأمريكي في القواعد العراقية المنتشرة في مطار أربيل في كردستان العراق وقاعدة بلد في محافظة صلاح الدين وقاعدة عين الأسد، ومشاركة الوجود العسكري الأمريكي لدعم القوات العراقية في القضاء على داعش الإرهابية. وتشكِّل زيارة الكاظمي التاريخية لواشنطن والتي بدأت يوم الاثنين السادس والعشرين من يوليو الحالي لتأتي تتويجاً للجهود الإيجابية للجولة الرابعة للحوار الإستراتيجي العراقي -الأمريكي والذي أعلن الدكتور فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي أنه تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على جدولة انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية في نهاية العام الحالي، وتم الاتفاق على أسس التعاون اللوجستي وإدامة الطائرات والدبابات التابعة للقوات المسلحة العراقية من الصناعة الأمريكية من قبل قوات استشارية أمريكية حسب بنود اتفاقية التعاون اللوجستي والإستراتيجي بين العراق والولايات الأمريكية والتي تم توقيعها عام 2008م والتي تضمنت بنوداً ضخمة من التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي ولكن نتيجة للضغوط الإيرانية على الحكومات العراقية المتعاقبة بضرورة إخراج القوات الأمريكية المقاتلة من الأرض العراقية ولتحقيق. هدفها هذا حركت أذرعتها من الميليشيات الولائية المسلحة لإثارة صنوف من التحرش العسكري العابث لتهديد الوجود الأمريكي في القواعد العراقية بالقصف الصاروخي وأخيراً تسيير الطائرات المسيرة لقصف القواعد العراقية لتخويف القوات الأمريكية تنفيذاً لمبدأ الحرب بالوكالة ولمصلحة إيران ونسيان المصلحة الوطنية العراقية العليا في الاستفادة من العلاقات الإستراتيجية الأمريكية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً والمستغرب أن هذه الميليشيات المنفلتة عسكرياً والتي لا تدين بالولاء للوطن العراقي وحكومته الوطنية تناست بأن الدارة الأمريكية بغزوها للعراق والتي عملت على تفكيك مؤسسات الدولة العراقية بإلغاء قواته العسكرية والأمنية وإلغاء دستورها وإهانة سيادتها الوطنية بإعلانها قواتها بأنها قوات احتلال عسكري والمرحلة الثانية والتي ما زال يعاني منها الشعب العراقي ليومنا هذا من نتائجها السلبية بتسليم السلطة لأعوان إيران على طبق من ذهب وفتح منافذ البلاد أمام تسلل عملاء اطلاعات وقوات فيلق القدس للسيطرة على مقاليد القرار السياسي العراقي وتسخير كل خيرات العراق الاقتصادية لدعم اقتصاديات إيران المنهارة، ولهذا كله0 الآن تحاول جاهدة لعرقلة أي تعاون عسكري أو اقتصادي سياسي عراقي أمريكي خشية تراجع نفوذها داخل السلطة العراقية بسحب البساط من تحت إيران وأعوانه من المشهد السياسي العراقي وتصحيح ما أنحرف في العملية السياسية وسيطرة الأحزاب المذهبية على الوزارات التي تأسست حسب خطط المحاصصة الحزبية والطائفية ويعول أبناء الشعب العراقي الثائر التصحيح للمسيرة السياسية متأملين نتائج إيجابية من زيارة الرئيس الكاظمي لواشنطن بما يعود على المواطن الصابر من الأمن والعيش الكريم ووضع نهاية لعمليات الاغتيالات الغادرة والتي تنفذها قوى منفلتة إجرامية تتلقى أوامرها من خارج الوطن العراقي.
وتعمل القوى الصديقة لإيران في المشهد السياسي العراقي ومعها الميليشيات المسلحة الولائية بضرورة إخراج القوات الأمريكية عن الأرض العراقية بأي شكل كان لتنفرد هذه القوى التي تتلقى التوجيه المباشر من طهران السيطرة على القرار السياسي العراقي في الداخل وتنفذ رغبة النظام الإيراني بأبعاد القوات الأمريكية عن حدودها وبالطبع لا إيران ولا أعوانها من الساسة العراقيين يهمهم مستقبل الشعب العراقي وسيادة الوطنية ورفاهية شعبه الصابر.... ويسعى نظام الملالي في إيران لتفكيك الدولة العراقية بكل مؤسساتها الدستورية والقضاء على وحدة الشعب بنصوص دستور بريمر الطائفي المعتمد على تصنيف الشعب العراقي الموحد إلى مكونات مذهبية عرقية دون وضع خطط اقتصادية وانعدام وجود سياسة خارجية واضحة أدى كل ذلك إلى تحول العراق إلى دولة داخل دولة تتسلط الميليشيات على مقدراته مع مجموعة من السياسيين الفاسدين رفضهم الشعب الغاضب بالتظاهر على وجودهم ضمن ما يسمى بالعملية السياسية العرجاء، والتي أوصلت العراق إلى الإفلاس السياسي والمالي بسرقات المال العام دون رقيب أو حسيب أو ضمير يحاسبهم من داخلهم!
ومن أجل التغيير الشامل لهذا التكوين السياسي الفاشل سلك ثوار تشرين السبيل السلمي مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة بأمل أن تأتي ببرلمان متجدد بأغلبية شبابية وطنية جديدة تعي مكامن الفساد وترمم ما خربته الأحزاب المذهبية وفسادهم المستأصل بكل مؤسسات الدولة.
يصف الكثير من الساسة والإعلاميين في داخل العراق وجواره بأن حكومة الكاظمي من أكثر الحكومات اهتماماً بالوضع السياسي والاقتصادي في الداخل، وقد سعت بجدية صادقة لأبعاد الساحة العراقية عن النزاعات الإقليمية والدولية والنيئ بالنفس عن كل الأحلاف والتكتل الإقليمي وأرست قواعد وجسور أخوية صادقة مع محيطها العربي وتعتبر من أنجح الوزارات التي توالت على السلطة في العراق منذ الغزو الأنجلو أمريكي عام 2003م فقد تعهدت بإجراء الانتخابات المبكرة القادمة والمؤمل إجراؤها في العاشر من أكتوبر القادم والتي ستعطي أبناء الشعب العراقي الفرصة لتوجيه أصواتهم الانتخابية نحو الكتل الوطنية العابرة للطائفية والحزبية الضيقة وفرز شخصيات وطنية هدفها من العمل السياسي خدمة الوطن والمواطن وتأسيس دولة مؤسسات تعتمد المواطنة الركيزة الأساسية لخدمة الوطن والعمل بجد وإخلاص من أجل وضع خطط الأعمار والتشغيل وتهيئة فرص العمل للعديد من الشباب العاطلين عن العمل من أبناء الوطن والاهتمام بالزراعة والصناعة وتنشيط وتنويع الاقتصاد الوطني. ومن الملفات المهمة التي سيعرضها الرئيس الكاظمي على بايدن وتوجه لتنشيط الاقتصاد بالمشاركة الأمريكية بتنفيذ الورقة البيضاء والتي تحوي التصور العراقي لتنشيط اقتصاديات بلاده عن طريق المساهمة الأمريكية في الدعم المالي والتكنولوجي ونقل المعرفة إلى داخل الاقتصاديات العراقية في الطاقة والزراعة والثقافة والتعليم والعمل على دعم الجانب العراقي في مباحثاته مع مسؤولي البنك الدولي لتمويل مشاريع إستراتيجية تنوي حكومة الكاظمي تنفيذها في العراق في مجال الطاقة والموارد المائية والسدود والصحة والنقل.وتهدف هذه الزيارة المهمة على تحقيق أسس الأمن الداخلي والذي تحتاجه ظروف العملية الانتخابية والخشية من اختراق الأمن الانتخابي من قبل الميليشيات المسلحة المنفلتة والخارجة عن سلطة القانون.واشتبشرت كثير من القوى السياسية بنجاح مسار الحوار الرابع للشراكة الإستراتيجية العراقية الأمريكية فقد أعرب رئيس الجمهورية السيد برهم صالح بأن نجاح المسيرة التفاوضية التي أشرف عليها رئيس الوزراء الكاظمي تعبير لجهد حقيقي صادق ينصب في مصلحة الشعب العراق وشاركه نفس الارتياح عدد كبير من المسؤولين ورؤساء الكتل السياسية لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزراء الكاظمي لواشنطن. وتثمن القوى المشاركة في العمل الانتخابي بنتائج الزيرة والدعم الأمريكي لشفافية النتائج المرتقبة لها وأعلنت تأيدها لمساعي الكاظمي في تنفيذ وعوده في قيام الانتخابات المبكرة في موعدها المعلن وجهوده المشكورة لخدمة الشعب
والعمل بجد من أجل المحافظة على وحدة التراب الوطني بعد أن عصفت به ويلات الطائفية والاغتيالات المستهدفة لكل من يعارض التدخل الإيراني بالشأن الداخلي العراقي وتعديات الميليشيات المسلحة التي تدين بالولاء للخارج والتي تشكَّل حالياً العائق المخيف لكل عملية إصلاح من أجل التغيير، وأولها نزاهة الانتخابات القادمة، التي أصبحت أداة رخيصة لاغتيال كل مرشح وطني للانتخابات القادمة ومتابعة توجيه صواريخ العمالة نحو البعثات الدبلوماسية الأجنبية في المنطقة الخضراء مما سيؤثر على أمن العراق القومي لو أصابت هذه الصواريخ الطائشة أعضاء من السفارة الأمريكية أو أي دولة أجنبية مما يسبب ردوداً مخيفة لكل مؤسسات الدولة العراقية نتيجة جنون ميليشيات ولائية وعميلة لملالي قم وطهران، مما يدعو الآن أن يهتم كل مواطن مخلص للعراق وعلمه الوطني بكل جد بالتغيير سلمياً عن طريق الانتخابات ويحجب صوته عن الذين تسببوا في سلبه وظلمه وهجرته وتهجيره من الفاسدين وعملاء الأجنبي أياً كانت جهته.
المتظاهرون ومعهم كل القوى الوطنية والتي تؤمن بالسيادة المطلقة للشعب العراقي في تحديد قراره السياسي نحو المصالح العليا للعراق وطناً وشعباً والمستقل بقراره والعامل نحو خير وازدهار العراق الدولة وإعادة مكانتها الإقليمية والدولية إذا استطاعت كل هذه القوى المخلصة من التوحد بجبهة وطنية واحدة فلن تقف في طريق مسيرتها الوطنية أي ميليشية مسلحة تخدم مصالح الأجنبي أياً كان... ولابد أن تجرى الانتخابات بإشراف عربي وإقليمي ودولي وإلا ستكون البندقية والدولار السياسي هما من يوجه الناخب مكرهاً نحو مرشح الأحزاب الطائفية وميليشياتهم المنفلتة وسيبقى المشهد السياسي بالوضع نفسه مع تغيير وجوه الفاسدين.. المواطن العراقي يتطلع بأمل كبير لتحقيق نتائج مشجعة لهذه العلاقة الإستراتيجية مع الشريك الأمريكي لتحقق له الأمن والأمان والحياة الكريمة في وطنه المخطوف والذي كان يهتف بتظاهراته باسترجاعه. وتخطي حاجز التحدي الصعب وتقليم أظفار كل من يحمل السلاح ضد المواطن العراقي المخلص لبلاده وسيادته الوطنية.